حفظنا منذ الصغر نشيدا كنا نردده كثيرا ( بلاد العرب أوطاني ) وهذا يعني أن وطننا الجزائر الشقيقة ضمن هذا الوطن العربي الكبير، فما أن تناهى إلى أسماعنا أن النيران تلتهم وتحصد الجمال في إنسانها وبيوتاتها وأشجارها، حتى دق الألم أجراسه على أبواب قلوبنا، لأن ما يصيب الجزائر الشقيقة يصيب سورية الحبيبة والعكس صحيح، فلقد توحد شعبانا في مصائب وأفراح كثيرة عبر التاريخ، فكلانا ثأر ضد مستعمريه الأجانب، إن كان في الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بقيادة سلطان الأطرش في سورية أو في ثورة الشعب الجزائري بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري ضد الاستعمار نفسه، وعندما طلب من الأمير اختيار منفى له، لم يتأخر في الإجابة ليقول لهم، دمشق، لأنه دمشق هي قلب العروبة النابض، وهي التي احتوت كل الأحرار العرب، وساهمت وساعدت باقي أشقائها من الدول العربية في الاستقلال في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم. واليوم نشعر في سوريا أمام هذا المصاب الجلل الذي يحل بأهلنا في الجزائر، نشعر بالوجع، ونحفل بالتضامن مع أشقائنا الجزائريين، الذين مازالوا يتضامنون معنا في أزمتنا في سوريا، وأفردوا لنا صفحات عديدة من صحافتهم لنشر مساهماتنا الأدبية والفكرية، وهذا محط اهتمامنا وتقديرنا واحترامنا، وتأكيد على ما قلناه في مطلع حديثنا على أن ( بلاد العرب أوطاني ) ونحن وكلانا في البلدين يساهم في بناء أواصر الأخوة الشاهقة، ونتشارك بأفراحنا وأتراحنا، وأتمنى باسمي شخصيا ان تزول هذه الغمة عن أهلنا في الجزائر، واقدم تعازي القلبية لذوي الضحايا، وسنبقى الشعب العربي الواحد الذي يحمل الهم العربي بأي بلد عربي كما في البلد الذي يعيش فيه، وهذا هو دور المواطن العربي العالي الانتماء لأمته العربية المجيدة من المحيط إلى الخليج. السلامة للشعب الجزائري الشقيق الأديب: فرحان الخطيب منبر أدباء الشام / سوريا