أحيت ولاية الشلف الخميس الذكرى ال 62 لمعركة الزبابجة ببلدية وادي الفضة (شرق الشلف) والتي كبد فيها مجاهدو جيش التحرير الجزائري المستعمر الغاشم خسائر فادحة رغم الفرق بينهما في العدة والعتاد، حسبما علم لدى المديرية المحلية للمجاهدين وذوي الحقوق. أوضح المكلف بالإعلام بذات الهيئة، محمد مزيان، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن إحياء الذكرى ال 62 لمعركة الزبابجة التاريخية التي جرت بحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية تسعى للحفاظ على تاريخ المنطقة وترسيخه لدى جيل اليوم وتوثيق مزيد من الشهادات الحية لمجاهدي المنطقة عن هذه المحطة البطولية في نضال الشعب الجزائري ضد كل أشكال الاستعمار والقمع والاضطهاد في سبيل نيل الحرية والاستقلال. وانطلقت مراسم إحياء هذه التظاهرة التاريخية من أمام النصب التذكاري المخلد للمعركة بمنطقة الزبابجة برفع العلم الوطني والترحم على أرواح الشهداء الطاهرة واستذكار سيرهم وبطولاتهم من طرف بعض المجاهدين وعدد من المهتمين والباحثين بتاريخ المنطقة. ووقعت معركة الزبابجة في الثامن سبتمبر 1960 بعد وشاية تلقتها قوات الاستعمار الفرنسي من أحد الخونة من خارج المنطقة بخصوص مركز يأوي مسؤولين مهمين في جيش التحرير الوطني ومحل بحث من قبل القوات الفرنسية، ويتعلق الأمر خاصة بالشهيدين النقيب مصطفى تيبة المدعو سي بلعيد المسؤول السياسي للونشريس رئيس المنطقة 3 في الولاية التاريخية 4 والملازم الأول صداقي عبد القادر المدعو سي الرشيد المسؤول السياسي والعسكري للناحية الشمالية للونشريس. وقامت فرنسا الاستعمارية بحشد عدد من قواتها لمحاصرة وتطويق المكان فيما تفطن كل من سي بلعيد وسي رشيد لقدوم القوات الفرنسية، حيث قاما بتقسيم المجاهدين إلى ثلاث مجموعات في ثلاث منازل متقاربة، لتنطلق في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا معركة الزبابجة بمباغتة مجاهدي جيش التحرير الوطني لجنود المحتل الغاشم، بوابل من القنابل اليدوية ثم اشتباك عنيف بين الطرفين لمدة نصف ساعة، أسفر عن مقتل 39 جنديا فرنسيا في حصيلة أولية. وتحول الاشتباك بين الطرفين فيما بعد إلى معركة استعانت فيها القوات الفرنسية بالطائرات مع إضرام النار في عدد من المنازل بالمنطقة، وعلى الرغم من عدم تكافؤ العدة والعتاد إلا أن المعركة استمرت لعدة ساعات بفعل المقاومة الشديدة لرفقاء الشهيدين البطلين سي بلعيد وسي الرشيد اللذين تمكنا لوحدهما من قتل 18 جنديا فرنسيا. واستنادا لمديرية المجاهدين وذوي الحقوق، خلفت معركة الزبابجة من الجانب الجزائري تسعة شهداء وأسر ثلاثة مجاهدين فيما تمكن ثلاثة آخرين من النجاة، بينما قتل من الجانب الفرنسي 75 جنديا من قوات المستعمر مع تسجيل عدد كبير من الجرحى.