رغم مرور قرابة تسعة أشهر على حرب أوكرانيا، ووسط انسداد مسار محادثات السلام، حاولت واشنطن تشجيع كييف على الانخراط في مسار التفاوض. قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشجع سرا قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا، والتخلي عن شرطهم المشاركة في محادثات سلام، بإزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص قالت إنهم على دراية بالمناقشات، قولهم إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة. صعوبة الموقف وبحسب "واشنطن بوست"، فإن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، ففيما تعهد المسؤولون الأمريكيون علنا بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات "لأطول فترة ممكنة"، يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر، وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جادا في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير. وقف إرسال الأسلحة خرج عشرات الآلاف من الإيطاليين، أمس الأول، في مسيرة بالعاصمة روما داعين إلى التفاوض من أجل السلام في أوكرانيا، ومطالبين الحكومة الإيطالية بالتوقف عن إرسال الأسلحة إلى كييف، وسار في المسيرة بروما نحو 30 ألف شخص بحسب الشرطة الإيطالية. وحمل متظاهرون لافتات كتب على بعضها «لا للحرب، لا لإرسال الأسلحة»، فيما ردد آخرون «أعطوا السلام فرصة». وكانت إيطاليا، العضوة في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، دعمت أوكرانيا، مرسلة الأسلحة والمعدات للجيش الأوكراني. وفي وقت سابق، أعلنت جورجيا ميلوني، السياسية اليمينية المتشددة، التي فازت بالانتخابات لتشغل منصب رئيسة الوزراء حاليًا لأول مرّة في تاريخ إيطاليا، أن سياسة روما بشأن أوكرانيا لن تتغير، فيما قالت الحكومة إنها سترسل مزيد الأسلحة إلى كييف. غير أن أصواتًا معارضة سمعت أخير في إيطاليا، أبرزها صوت رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي، الذي قال إن على إيطاليا البحث عن السبيل للمفاوضات من أجل السلام، بدل تسليح أوكرانيا.