شكلت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كما أكد ذلك محمد ختاوي أستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، في منتدى «الشعب» أمس، منعرجا مصيريا بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية في المفاوضات التي دخلت مرحلة العلن في الخارج، بعدما فشلت تلك التي تمت في الداخل في سرية تامة، ولم تفض إلى النتائج المرجوة منها. قدم الأستاذ ختاوي خلال تنشيطه لندوة النقاش التي نظمها أمس منتدى جريدة «الشعب» تحت عنوان (مظاهرات 11 ديسمبر 1960 سند قوي للدبلوماسية الجزائرية في معركة استعادة السيادة الوطنية)، مختلف مراحل العمل الدبلوماسي الذي أعطته المظاهرات التاريخية دفعا كبيرا ساهم في تحقيق نقلة نوعية في تاريخ العمل السياسي إبان الثورة التحريرية، حيث وصل صداها إلى مختلف المحافل الدولية، وكذا الرأي العام العالمي. ثلاثة أيام من المظاهرات في شوارع العاصمة، التي خلفت 500 قتيل و 2000 جريح، كانت كافية، كما ذكر المحاضر لتغير المفاهيم التي نشرتها السلطة الفرنسية عن القضية الجزائري، ومحاولة امتصاص الغضب الشعبي الرافض للاستعمار وكل المساعي التي أعلن عنها الجينيرال (ديغول) منها فكرة (الجزائر جزائرية تحت الإطار الفرنسي)، التي رما بها هذا القائد محاولا الخروج من (الورطة) التي وجد نفسه فيها، حيث كان من جهة يواجه ضغط داخلي يطالبه بإنهاء المعركة لصالح فرنسا باستعمال كل الوسائل والأسلحة، وبالمقابل واجه صمود شعب وإصراره على الحرية والاستقلال. وأهم ما حققته هذه المظاهرات كما ذكر الأستاذ ختاوي عزل العدو في المجال السياسي، و(تعريته إعلاميا) أمام الرأي العام العالمي، حيث بدا يزداد عدد المتعاطفين مع القضية الجزائرية الذين تحولوا إلى أصدقاء، و شكل بذلك نجاحا على الصعيد الدولي، وكانت بمثابة منعطف قوي لتدويل القضية الجزائرية . وذكر المتحدث في سياق متصل، التحركات الدبلوماسية التي تمت خارج الجزائر منها عقد مفاوضات رسمية في لوزان بسويسرا نهاية 1960، وقد اتسمت بأكثر جدية من سابقتها، التي تمت قبلها في 14 جوان ب(مولان) بفرنسا، مبرزا بأن هذه المفاوضات السرية، كانت تمهيدا لمفاوضات (ايفيان) الأولى والثانية، التي انتهت بمعاهدة وضعت نهاية لاستعمار بسط سلطته ونفوذه على بلد مدة 132 سنة.