تمثيل رفيع المستوى وحضور مراقبين من برلمانات دولية اختتمت، مساء أمس، الأشغال التحضيرية للمؤتمر 17 لمجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على مستوى اللجان، تمهيدا لعقد المؤتمر، اليوم الأحد وغدا الأثنين، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، بعد ثلاثة أيام من النقاشات المستفيضة وطرح انشغالات العالم العربي والإسلامي في سياق التطورات الحاصلة في العالم، في انتظار التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر. كللت الأشغال بعقد إثني عشر اجتماعا للجان التحضيرية خلال ثلاثة أيام ماضية تحضيرا لانعقاد المؤتمر، حيث تمحورت في عدة مواضيع، بداية من الاجتماع الثامن والأربعين للجنة التنفيذية الذي افتتحه رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، والأمين العام لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي نياس قريشي، وتمّ فيه تناول أمهات القضايا، وكان على شكل الجلسة الافتتاحية تمهيدا لانعقاد اللجان المتبقية، حيث خلصت اجتماعاته إلى توصيات تخص الوضع الراهن في العالم الإسلامي والعربي ترفع للمؤتمرين اليوم. أما الجلسة الأكثر أهمية فقد تمثلت في الاجتماع الحادي عشر للجنة فلسطين، والتي خرجت بقرارات وتوصيات هامة تخص القضية الجوهرية للأمة الإسلامية. نجاح الجلسات التحضيرية في السياق أكد، أمس، الأمين العام للمجلس الشعبي الوطني سليم فؤاد، في تصريح ل «الشعب»، على هامش الاجتماع الرابع لجمعية الأمناء العامين للمجالس الأعضاء في الاتحاد، نجاح الجلسات التحضيرية، وقال «لقد خرجنا بتجربة مفيدة بعد انعقاد القمة العربية، ولم يكن هذا الحدث أقل أهمية بل في مستوى تحضيري جيد، ليكون في مستوى تطلعات الجزائر. في نفس المنحى، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني سليم مراح، في تصريح ل «الشعب»، إن بداية أشغال الدورة السابعة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، جعلت الجزائر تذهب إلى عمقها الإسلامي لتكون همزة وصل بين العالم الإسلامي الذي يجمع تقريبا معظم القارات الإفريقية والأسيوية والأوروبية، وممثلين عن القارة الأمريكية، حيث كانت الجزائر، منذ الخميس الماضي، المركز والمحور لكل الدول الإسلامية، مبرزا أن عدد الحضور الذي وصل إلى خمس وثلاثين دولة وهو رقم لا بأس به، مقارنة بالدورات السابقة، واصفا التمثيل بالنوعي ورفيع المستوى، بحضور سبعة عشر رئيس برلمان ومراقبين ورؤساء خمسة مراقبي برلمانات دولية، فضلا عن حضور هيئات دولية وهو أمر مهم جدا، بالإضافة الى حضور وفود مشاركة أخرى، إذ حضرت شخصيات مهمة بداية أشغال انعقاد الدورة التنفيذية الثامنة والأربعين، بعدما انعقدت الدورة السابعة والأربعون في الجزائر، ومرة ثانية تعقد الدورة الثامنة والأربعون بالجزائر. وتم خلال الدورة الأولى الموافقة وبالإجماع، على اختيار الجزائر وقبولها لترشح احتضان هذه الدورة، حيث تمحورت أشغال اللجان حول عدة مواضيع، أهمها القضية الفلسطينية، التي تعد أولوية الأوليات، إذ تحاول الجزائر أن تعطي البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية وحماية المقدسات، وهو دور اتحاد المجالس بحماية القدس الشريف من التهويد، فضلا عن موضوع لا يقل أهمية وهو «الإسلاموفوبيا»، إذ حان اليوم الوقت لاتحاد المجالس لأخذ موقف مشرف، وأن يغير من سياسته ونخرج من خانة الاتهام الى تحسين الصورة وتغيير الخطاب وإعطاء صورة أخرى للإسلام، حيث شجب واستنكر كل أعضاء اتحاد المجالس وكانوا على صوت واحد، بعد القيام بحرق وتمزيق المصحف الشريف بدولتين أوروبيتين، في استفزاز لمشاعر المسلمين، فضلا عن تناول موضوع مهم وهو الأقليات المسلمة، حيث أخذت الدورة في الجزائر على عاتقها الدفاع عنها عبر مختلف دول العالم، طبقا له. وحول سؤال متعلق بالانطباع الذي أعطته الوفود المشاركة في مؤتمر الجزائر، خلال تواجدهم منذ أسبوع بأرض الوطن، قال المتحدث إن الوفود أكدوا أن لقاء الجزائر كان ناجحا بامتياز، من تنظيم محكم واستقبال أكثر من رائع، فضلا عن قوة طرح المواضيع التي كانت صائبة جدا، وأكثر من رائعة على مستوى النقاشات داخل اللجان التي كانت جد مثمرة، تمس مباشرة المواضيع التي تتعلق بالعالم الإسلامي، حيث أن الهدف الأساسي هو ترتيب بيت العالم الإسلامي والنهوض باقتصاديات الدول الإسلامية وتحسين مستوى الخطاب الديني وتغييره وجعله متطورا وعصريا.