أكد عضو جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة «المالغ»، حسين سنوسي، أن فرنسا كانت تعتبر عبد الحفيظ بوصوف العدو الأول، حيث لم تتمكن من كشف مختلف أسراره، نظرا لما كان يتحلى به من شجاعة في التخطيط وقدرة على تسيير الأمور في سرية وتحفظ، كاشفا عن إيجاد 120 ألف وثيقة بالمركز الذي كان يعمل به لإعداد كيفية مواجهة المستعمر والتصدي له. واستعرض عضو جمعية «المالغ» خلال الندوة التاريخية التي نشطها أمس بمنتدى الصحافة «المجاهد» تخليدا لذكرى عبد الحفيظ بوصوف المناصب الكثيرة التي تقلدها قبل اندلاع الثورة التحريرية وبعدها، حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري، وكان من ألمع أعضاء ومؤسسي المنظمة السرية، لاهتمامه الكبير بالشؤون السياسية والعسكرية، مضيفا في ذات السياق، أن الفقيد بوصوف أدى دوره في التحضير للثورة على أكمل وجه، عند توليه قيادة الولاية الخامسة ومشاركته كعضو في الحكومة المؤقتة، فاعتبر مفجر الثورة وواحد من مناضليها الأبرار. وأضاف ذات المتحدث، أن إحياء الذكرى ال32 لرحيل الفقيد عبد الحفيظ بوصوف، المنظمة من طرف جمعية (مشعل الشهيد) واجب على كل جزائري يحب وطنه ومن ساهم في تحريره، لكي تبقى هذه الشخصية التاريخية العظيمة خالدة إلى الأبد، بالرغم من أنها لم تحظ بالإنصاف والمكانة التي تستحقها بعد الاستقلال على حد قوله حيث فضل الابتعاد عن الحكم لتفادي الصراعات وحفاظا على مصلحة الشعب الجزائري. وتأسف السنوسي لعدم وجود رؤية واضحة وصادقة في التعامل مع التاريخ الجزائري، داعيا جيل الحاضر الذي حسبه يجل تاريخ وطنه الى الاطلاع على ما قام به أجدادهم في مقاومة المستعمر الفرنسي، محمّلا مسؤولية افتقاد الشباب لثقافة تاريخية، إلى النخبة المثقفة والمؤرخين الذين من المفروض أن يلعبوا دورا كبيرا في نقل الرسالة وتلقينها للأجيال القادمة، لكي تبقى تضحيات الشهداء الجزائريين ونضالاتهم في الذكرى إلى الأبد.