عُقد في مقر هيئة الأسرى في مدينة البيرة، لقاء صحفيّ، بدعوة من مؤسسات الأسرى، والقوى والوطنية والإسلامية، وبمشاركة وزيرة الصحة مي الكيلة، ومجموعة من عائلات الأسرى المرضى، منهم عائلة القائد وليد دقة، وعائلة الأسير عاصف الرفاعي، والمعتقل الإداري عبد الباسط معطان، الذين يواجهون الإصابة بالسرطان، إضافة إلى عائلة المعتقل الإداري خالد النوابيت الذي يعاني من مشاكل مزمنة في القلب. وطالب المشاركون بضرورة التدخل من أجل حرّيّة الأسرى المرضى، وإبقاء قضيتهم حاضرة، بالتضامن وبذل الجهد الحقيقيّ، وعلى عدة مستويات، بحيث تفضي هذه الجهود إلى حريتهم، وإنقاذهم. وطالبت الوزيرة الكيلة، بالسماح للأطباء الفلسطينيين بالكشف الطبي على الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني، والعمل على توفير الأدوية اللازمة لهم وعلاجهم، والعمل على الإفراج الفوري عن الأسرى المرضى للسماح لهم بتلقي العلاج المناسب في مستشفيات متخصصة، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم، كما حملت إدارة سجون الاحتلال المسؤولية عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحق الأسرى. وقالت سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقّة المصاب بالسرّطان: - بالنسبة لحالة وليد ما يزال يقبع في مستشفى (برزيلاي) بمدينة عسقلان في وضع صحي خطير جدا، ويعاني من مرض (التليف النقوي) وهو مرض سرطان نادر أصيب به منذ سنوات، وفي السّجن لم يخضع للمتابعة الطبية، ولم يكن ينقل إلى المستشفى في الوقت المناسب، أو بحسب الحاجة لنقله، ومتابعة حالته الصحية، لذلك فقد تدهورت حالته الصحية مؤخرًا. - فالمرض الأساس الذي يعاني منه هو مرض (التليف النقوي)، وأي مرض مستجد يصيب وليد حتى لو انفلونزا بسيطة، أو رشح، أو جرثومة، تُدخله في ذات الخطر الشديد. - فنحن نحتاج إلى أن تمر الأيام القادمة بسلام وأن يصل إلى حالة استقرار معين كي نستطيع أن نبني على حالة الاستقرار هذه، هكذا يقول الأطباء، كي نتفاءل أن يخرج من الأزمة الصحية، التي ألمت به. - وليد لم يكن يصل إلى هذه الحالة لو تم نقله إلى المستشفى بالوقت المناسب، حيث كان هناك تأخير في نقله، وبالصدفة كان لدينا زيارة له في حينه، وكان يوم اثنين في سجن عسقلان، وجاء إلى الزيارة بحالة صحية يرثى لها، ونحن كعائلة رفضنا أن نكمل الزيارة وطلبنا من السّجان أن يعيد وليد إلى الغرفة، وكذلك أن يتم نقله إلى المستشفى وكان ذلك كما ذكرت يوم الاثنين، إلا أنه نقل يوم الخميس ليلا، ووصل إلى المستشفى وهو يعاني من حالة هبوط عام في كل مؤشرات جسده الحيوية، ولولا ضغطنا الكبير وحديثنا مع الأسرى، ومع ممثلي الأسرى في كل السّجون، حول ضرورة نقله إلى المستشفى لوصل في حالة لم يكن ممكن فيها مساعدته. وأضافت زوجته في ضوء مطالبتها بالإفراج عنه: نحن ندعو ألا تتواجد فقط الحملات الشعبية المناصرة للأسرى ولذويهم، فعندما يصل الأسرى إلى هذا الحد، وإلى هذا المستوى من الخطر الشديد المفروض أن يتم العمل بموضوع الأسرى، والحديث عن موضوع الإهمال الطبي، والأهم الحديث عن أفق لتحريرهم. بعد 37 عامًا، وليد كان يجب أن يكون في بيته، وعند عائلته لولا إمعان في القمع والتنكيل، والآن هو يقضي عامين إضافيين، اللذين أصبحا عامين مصيريين جدًا بالنسبة له. أدعو أبناء شعبنا وأقول لهم لا يكفي التضامن مع أسرانا وإنما يجب أن تتضافر الجهود، فبالإضافة إلى المؤسسات الحقوقية، هناك المستوى السياسي، فلا يعقل أيضا أن المستوى السياسي لا يبذل الجهد اللازم، فعلى الأقل إبقاء موضوع الأسرى على الأجندة وفي الإعلام، ربما ليس لضمان تحريرهم، ولكن على الأقل من أجل أن يتلقوا العلاج المناسب. - وفي كلمة لعبد المعطي الرفاعي، والد الأسير المريض بالسرطان عاصف الرفاعي، الذي يواجه وضعًا صحيًا بالغ الخطورة، وتعتبر حالته من أصعب الحالات في سجون الاحتلال، أكّد: • على أنّ الخلايا السرطانية انتشرت في أنحاء جسد نجله، ووصلت بالإضافة للقولون، إلى أجزاء جديدة من الأمعاء، والغدد، والكبد، وأنّ حالته الصحيّة تتفاقم بشكلٍ متسارع، وهو بحاجة إلى علاج كيميائي بشكل عاجل. وأنّ وضعه أصعب وأسوأ مما نتخيل، ففي كل زيارة، أو جلسة محاكمة، يكون أسوأ من المرة التي سبقتها، ففي جلسة المحاكمة الفائتة قرر القاضي أن تكون هذه الجلسة الأخيرة وجاهيا له، وهذا ما يدلل على الخطورة الكبيرة التي وصل إليها». وأنّ عاصف صاحب بنية جبارة، ولا يستسلم بسهولة، رغم أنه يعاني من أوجاع شديدة في جسده، فيما تكتفي إدارة المعتقل بتزويده بالمسكنات. فيما قالت زبيدة معطان، إن زوجها الأسير عبد الباسط معطان، يواجه تدهورا مستمرا بوضعه الصحيّ، حيث أنه لم يتلقَ أي علاج منذ اعتقاله في شهر تموز 2022. وأضافت أن زوجها كان قبل اعتقاله يتلقى أدوية ومكملات غذائية، وحين اعتقاله أخذها معه، إلا أن إدارة سجون الاحتلال صادرتها، ومنعته من تناولها، وهي تتكتم على ملفه الطبي وترفض رفعه للمحاكم، بغية استمرار تمديد اعتقاله الإداري. أصبح يعاني مؤخرا من التهاب العصب الوركي، وهبوط مستمر في الوزن، ووهن عام في الجسد، لافتة إلى أنه منذ اعتقاله نُقل للمستشفى مرتين لإجراء صورة طبقية ومنظار، وبعد شهر من إجراء الصورة، أكّد له الطبيب، وهو طبيب عام وغير متخصص، أن لديه كتلة على الرئة، ولم تحدد طبيعتها. - أما أحلام النوابيت، زوجة الأسير المريض خالد نوابيت المعتقل إدارياً منذ شهر تشرين ثاني الماضي، قالت: - إنّ زوجها الذي يقبع في سجن عوفر، بحاجة إلى عملية قلب مفتوح بشكل عاجل، حيث يعاني من ضعف في صمام القلب، وكان من المقرر أن تجرى له العملية قبل اعتقاله.