مازال لهيب اقتحامات المستوطنين والشرطة الصهيونية للمسجد الأقصى وارتفاع وتيرة الاعتداءات الوحشية التي تطال المصلّين والمعتكفين يشعل الوضع ويدفع بالفلسطينيين للدّفاع عن أنفسهم من خلال عمليات نراها تتزايد يوما بعد يوم، وتنفّذ في مناطق تحظى بمراقبة أمنية صارمة، ما يجعل الكيان الصهيوني عاجزا عن وقف التهديد الذي بات شباب المقاومة يشكّلونه في الفترة الأخيرة، وما يجعل الوضع مفتوحا على كلّ الاحتمالات. نهار أوّل أمس، لم يكن عاديا بالنسبة للفلسطينيين والصهاينة، فقد بدأته قوات الاحتلال بقصف غزّة وجنوبلبنان، وأنهته المقاومة بعملية دهس في تل أبيب قتل خلالها شخص وأصيب 6 آخرين، بعد ساعات على عملية أخرى بالأغوار قتلت فيها مستوطنتان وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة. وذكر الإسعاف الصهيوني أن قتيلا سقط في العملية، ونقل 6 مصابين آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة جراء هجوم تل أبيب. وقالت السلطات الصهيونية إن القتيل في عملية تل أبيب هو سائح إيطالي، وكذلك جميع المصابين من السياح، وأفادت بأن العملية كانت مزدوجة وتضمنت عملية دهس، ومن ثم إطلاق نار، فيما تم قتل المنفذ. منفذ العملية وقد أعلنت أجهزة الأمن الصهيونية أن يوسف أبو جابر من بلدة "كفر قاسم" في جنوب منطقة المثلث داخل الخط الأخضر، هو منفذ عملية الدهس التي وقعت في منطقة كورنيش تل أبيب. وأضافت أن المنفذ في الخامسة والأربعين من عمره، وليست له سوابق أمنية، وأشارت إلى أنه استعمل سيارة عائلته في تنفيذ العملية. استنفار وتعبئة وبعد هجوم تل أبيب، أمر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتعبئة مزيد من احتياطيي قوات الشرطة والجيش، حيث أصدر تعليماته للشرطة بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية وأمر الجيش بتعبئة قوات إضافية. وذكرت مصادر إعلامية للاحتلال، أن قائد قوات حرس الحدود أمر باستدعاء 4 وحدات بالإضافة إلى 6 وحدات تعمل حاليا. المقاومة تُبارك وقد اعتبرت فصائل فلسطينية، أن عملية تل أبيب جاءت ردا على جرائم الكيان الصهيوني بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين. ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمواصلة كل أشكال الفعل المقاوم "دفاعا عن أرضنا وأقصانا وإحباطا لكل مشاريع الاحتلال". وفي أول تعليق على العملية، قال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع إن عملية تل أبيب تدل على قدرة المقاومة وشبابها على ضرب الاحتلال، مؤكدا أن عمليات الرد على جرائم الاحتلال في الأقصى تتصاعد ولن تتوقف إلا بكسر عنجهية الاحتلال. بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي "نبارك عملية تل أبيب، ونؤكد أنها رد مشروع على جرائم الاحتلال واعتداءاته على شعبنا ومقدساتنا". ورأت لجان المقاومة الشعبية أن عملية تل أبيب "صفعة قوية للأمن الصهيوني، وتأكيد على أن الثأر للأقصى لم ولن ينتهي". من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن العملية "تأتي ردّا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى والعدوان على قطاع غزة". وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن عملية تل أبيب رد طبيعي على جرائم الاحتلال واعتداءاته واقتحاماته المتكررة للأقصى. واشنطن تقف إلى جانب الصهاينة وفي ردود الفعل الدولية، أدانت الخارجية الأمريكية بشدة العمليات التي وقعت في الضفة الغربية وتل أبيب. وقالت إن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب حكومة وشعب الكيان الصهيوني وإنها على اتصال وثيق مع شركائها الصهاينة وتعيد تأكيد التزامها الدائم بأمنهم. كما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في بيان إن "استهداف مواطنين أبرياء من أي جنسية غير مقبول". عملية الاغوار وفي وقت سابق، قال جهاز الإسعاف الصهيوني إن مستوطنتيْن قتلتا وأصيبت ثالثة بجروح خطرة الجمعة في إطلاق نار بمنطقة الحمرا شرق بلدة طوباس في الاغوار (شمال شرق الضفة الغربية)، في وقت أمرت فيه القيادة العسكرية الصهيونية بتعزيز القوات في الضفة. وذكر متحدث باسم الجيش الصهيوني أن المستوطِنات الثلاث تعرضن لهجوم مسلح عند مفرق الحمرا شرق بلدة طوباس قبل أن ينسحب المهاجمون. وبالتزامن مع ذلك، أصيب فلسطينيان برصاص الجيش الصهيوني، مساء الجمعة، خلال اقتحام بلدة برقين شمالي الضفة الغربية. ووفق شهود عيان، فإن مركبات عسكرية صهيونية اقتحمت القرية، فاندلعت مواجهات مع السكان واشتباك مع مقاومين فلسطينيين. لبنان يقدّم شكوى للأمم المتحدة في الاثناء عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، صباح أمس السبت، لمتابعة البحث في الاعتداءات الصهيونية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية. وأعلن الوزير بوحبيب، أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأممالمتحدة. ووفق الوكالة، "تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان القرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الصهيونية على لبنان جوا وبرا وبحرا".