تتعاظم جهود العطاء والتضامن خلال شهر رمضان المبارك بتكثيف مبادرات منظمات المجتمع المدني والمحسنين، في صورة تعكس جوا تنافسيا إيجابيا لتحقيق أكبر قدر ممكن من المساعدات لفائدة المحتاجين سواء ما تعلق بالإفطار والسحور أو تحضير مستلزمات عيد الفطر. بلوغ مليون مستفيد..الهدف الأوّل في هذا الإطار، سطّر الهلال الأحمر الجزائري حملة تضامنية خاصة تضم تقديم مساعدات لفائدة أكبر عدد ممكن من المعوزين، مستهدفين «بلوغ مليون مستفيد عبر التراب الوطني». وكشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، أنّ «الهلال الأحمر الجزائري يسعى إلى تقديم مساعدات لفائدة ما يقارب المليون شخص، من خلال برنامج تضامني موجه للعائلات المعوزة والفئات المحتاجة عبر مختلف مناطق الوطن، سيما في الولايات الجنوبية والمستحدثة». وبخصوص الطرود الغذائية، تقول حملاوي إنّ هيئتها رصدت «ما يفوق 6000 طرد لفائدة العائلات المعوزة»، حيث انطلقت القوافل التضامنية المحملة بهذه الطرود وبالأدوية والخيم قبل دخول الشهر الفضيل ب 15 يوما «على أن تستمر حتى نهايته». كما أبرزت، أنه «تم توفير 257 مطعم للإفطار على مستوى 58 ولاية، تقدم ما يفوق 39000 وجبة يوميا»، مضيفة أن «هذه الوجبات منها الساخنة والمحمولة موجهة لفائدة المحتاجين وعابري السبيل، ومستعملي الطرقات الذين يتعذر عليهم الالتحاق بعائلاتهم وقت الافطار». من جهة أخرى، كشفت السيدة حملاوي أن هيئتها أعدّت «أزيد من 2000 قسيمة شراء خاصة بألبسة العيد، بدأ توزيعها ابتداء من الأسبوع الثالث لشهر رمضان، وكذا عمليات الختان الجماعي لفائدة الاطفال اليتامى والمعوزين نهاية الشهر»، مضيفة أن العائلات ضعيفة الدخل «يمكنها تسجيل أطفالها عبر الرقم الأخضر 1005 المخصص للتواصل بين العائلات المحتاجة مع مصالح الهلال الأحمر، ولتلقي طلبات المساعدة وكذا التبليغ عن وجود أشخاص بحاجة إلى مساعدة». وجبات خاصة للسّحور وتنقّلات إلى القرى من جهتهم، يهدف قدماء الكشافة إلى بلوغ رقم نصف مليون وجبة خلال الشهر الفضيل، عبر مختلف الفعاليات التي ينظّمونها سواء على مستوى مطاعم الرحمة أو وجبات السحور أو التنقل للقرى. ويقول مسؤول الإعلام بقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، منير عربية، إن «شهر رمضان يعتبر محطة مهمة في الحياة الكشفية، إذ يرتبط بالمبادئ الكشفية القائمة على المساعدة وتقديم يد العون، وهو ما يدفع إطارات وأفواج الحركة إلى بذل جهد خاص من أجل وضع بصمتنا في خدمة الصائمين والمحتاجين وعابري السبيل». هذا وسطّرت جمعية قدماء الكشافة بمناسبة الشهر الفضيل جملة من البرامج بداية من الطرود الرمضانية التي يتم توزيعها على 3 مراحل، قبل رمضان ثم في منتصفه وآخرها قفة العيد التي تغلب عليها لوازم العيد إلى جانب تنظيم مطاعم الرحمة وعابري السبيل، والوجبات الساخنة على مستوى الطريق السيار شرق-غرب التي يتم توزيعها وقت الإفطار، وكذا التنقل إلى مقار وورشات المداومة. كما يعمل أفواج الكشافة على التقرب من مختلف الفئات، على غرار التنقل إلى القرى والمداشر البعيدة عن مطاعم الرحمة لتوزيع المساعدات، والعمل على مساندة مرافقي المرضى في المستشفيات من خلال توفير وجبات ساخنة لهم، ولم تهمل الحركة الكشفية وجبات السحور، حيث برمجت توزيع الوجبات على مستوى محطات النقل وأماكن التجمعات. هذا ويراهن قدماء الكشافة - مثلما قال السيد عربية -على مشروع لباس العيد لتعم الفرحة كل فئات المجتمع الجزائري، بفضل تضافر جهود المحسنين الذين عكسوا صورة رائعة للتضامن الجزائري خلال الشهر الفضيل.