يشارك الفيلم السوداني الروائي "وداعًا جوليا " في المنافسات الفنية للأفلام الروائية بمهرجان كان السينمائي الدولي، في الفترة مابين 16 الى 27 ماي، وسيكون لمخرجه محمد كردفاني أول مشاركة في اقدم المهرجانات السينمائية في العالم، التي تستقطب أهم الأعمال السينمائية وأفضلها إخراجا ومنافسة. يعالج الفيلم السوداني المشارك في مهرجان "كان" قضية اجتماعية أفرزتها الظروف السياسية التي شهدها السودان الشقيق خلال فترة انفصال الجنوب عن الشمال وما خلفته تلك الفترة العصيبة من صراعات كان لها الأثر المباشر على الحياة الاجتماعية للمواطن السوداني لاسيما تلك العلاقات الاجتماعية التي انصهرت بين العائلات من " الشمال والجنوب " خلال قرون من الزمن وشكلت لحمة إنسانية واحدة، لكن الظروف والخلافات كانت الفيصل أمام استمرار منحى هذه العلاقات الاجتماعية في بلد السودان . يصنف فيلم" وداعا جوليا " ضمن الأعمال الدرامية للمنتج السوداني أمجد ابو علاء، ولم يسبق له أن عرض على شاشات السينما من قبل، وتدور أحداثه، عندما تتسبب الفتاة الشابة "منى " القادمة من أراض الشمال رفقة زوجها " أكرم " في مقتل رجل من الجنوب، لتنقطع أخباره نهائيا ولم تعد هناك أية وسيلة اتصال بينه وبين عائلته ،وخلال هذه الدوامة تقوم "منى " بمساعدة زوجة المختفي المسماة " جوليا " لكي تعمل خادمة لديها ببيتها مقابل أجرة على ذلك، ومن هنا تبدأ الأحداث تأخذ منحنى التشويق والسيسبانس . يشارك في إنتاج الفيلم عدد كبير من الدول من بينها السودان إنتاجا وإخراجا إلى جانب كل من مصر، السويد، السعودية، ألمانيا، فرنسا ، تقوم بدور البطولة فيه الممثلة المسرحية " إيمان يوسف " بالإضافة إلى ملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل نزار جمعة وقير دويني . ينتظر أن يحقق "وداعا جوليا " القسط الأوفر من النقاشات للمنتجين والنقاد وكذا وسائل الإعلام المهتمة بعالمي الشاشة الصغيرة والسينما، في ظل الظروف التي يعرفها البلد هذه الأيام من الانفلات الأمني إلى التهديدات الخارجية ودخوله نفق الصراعات الدموية . تجدر الإشارة أن الفيلم قام بتشريح محطة مهمة من تاريخ السودان السياسي بنظرة فنية وأدوات نقدية اظهر فيها العمق الإنساني للمواطن السوداني المحب للتعايش الرافض للعنف مهما كان نوعه وهو ما عبر عنه مخرج الفيلم في تصريح إعلامي له تلقينا نسخة منه " وداعًا جوليا " هو دعوة للتصالح وأنا فخور بجميع أفراد طاقم العمل والتمثيل بسبب هذا الإنجاز التاريخي، كوني جزء من أول عمل سوداني يقع عليه اختيار مهرجان كان في التاريخ لأمر يثلج الصدر كما إنه أمر واعد جدًا بالنسبة للموجة الجديدة في صناعة السينما." للتذكير حاز المخرج محمد كردفاني على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر، كما حازت معظم أعماله السينمائية على جوائز عربية وافريقية من بينها الفيلم القصير " نيركوك " الحائز على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني سنة 2018 ،جائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية.