اشتدت حدة المعارك بين الجيش المالي المدعوم بالطيران الحربي الفرنسي، والجماعات الإرهابية والمسلحة، في الوقت الذي استمر فيه وصول القوات الإفريقية الى العاصمة باماكو، تحسبا للتوجه نحو جبهة القتال وسط البلاد. أسفرت الضربات الجوية التي نفذتها المقاتلات الفرنسية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، على مواقع الجماعات الإرهابية، عن وقوع خسائر فادحة في البنية التحتية التابعة لهذه الجماعات، حيث تم تدمير معظم المراكز خارج مدينة غاوه. وحسب مصادر محلية، فإن القصف الذي تعرضت له مدينة كيدال، أقصى الشمال المالي، مساء أول أمس، دمر قاعدة كبيرة تابعة لأنصار الدين، فيما تم استهداف مطار غاوه ومخازن للأسلحة ومراكز للتدريب، تابعة لحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وكتيبة الملثمين. وتحدثت بعض المصادر عن مقتل العشرات من المقاتلين بهذه الجماعات، إلا أنها لم تؤكد حتى الآن أي معلومات بهذا الخصوص. وتمكن مقاتلو جماعة انصار الدين من السيطرة على مدينة ديابالي التي تبعد بحوالي 400 كليومتر عن باماكو بعدما ارغموا الجيش المالي على الانسحاب. بينما قالت حركة التوحيد والجهاد انها جرت القوات الدولية لحرب لن تتوقف بعد اليوم. وعلى الصعيد الرسمي اعترف، امس، وزير الدفاع الفرنسي جون افز لودريان بان قوات بلاده تواجه وضعا صعبا غرب مالي، قائلا «أن اشتباكات تدور «في هذه اللحظة بين القوات الفرنسية والمجموعات الإسلامية المسلحة، مشيراً إلى أنهم «يواجهون نقطة صعبة في غرب البلاد»، مؤكداً أن هذه «المجموعات جيدة التسليح والتدريب»، وفق تعبيره. من جانب اخر، يعتزم الاتحاد الأوروبي الإسراع بالترتيبات لارسال مدربين عسكريين للجيش المالي. ومن المتوقع الآن أن تبدأ هذه المهمة بنهاية فيفري أو بداية مارس، قال مايكل مان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية يوم الإثنين إن الاتحاد لا يعتزم منح مهمته العسكرية التدريبية المقبلة في مالي أي دور قتالي في أعقاب تدخل فرنسا العسكري في مالي الأسبوع الماضي ضد المسلمين الإرهابيين على صلة بتنظيم القاعدة. كما رحب حلف شمال الأطلسي امس بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي لكنه قال إنه لم يتلق أي طلب فرنسي لتقديم المساعدة، وقالت أونا لونجسكو المتحدثة باسم الحلف للصحفيين «لم نتلق أي طلب ولم تجر أي مناقشة داخل الحلف للوضع في مالي. بهذا الشكل فان الناتو ليس ضالعا في هذه الأزمة. ولكن بالطبع نشعر كلنا بالقلق من التهديدات التي يمكن أن تمثلها المنظمات الإرهابية في مالي ليس فقط بالنسبة للبلاد ذاتها وإنما أيضا للمنطقة». وعقد مجلس الأمن الدولي، أمس، بطلب من فرنسا لدراسة التطورات الأخيرة بمالي، حيث تقود فرنسا عملية عسكرية منذ الجمعة للقضاء على مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات المسلحة والإرهابية بشمال مالي.. «الأزواد» تدعم الجيش الفرنسي أعلن مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير ازواد، أمس، استعدادهم لدعم ومساعدة القوات الفرنسية، في حربها على الجماعات المسلحة والارهابية، التي تسيطر على مدن شمال مالي. وأكد القيادي موسى اغ اسريد، في اتصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) من منطقة تنزاوتين، حيث عقد مؤتمر الحركة، أنهم مستعدون لدعم التدخل الجوي الفرنسي، وتكملته عن طريق عمليات برية، قائلا «أكيد سنساعد الجيش الفرنسي، وسنقوم بعملنا على الأرض». دعم الحركة الوطنية لتحرير ازواد، فهم على أنه محاولة للانتقام من تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد لغرب افريقيا، التي استولت على أهم مناطق تواجدها في مدن الشمال، واضعفت نفوذها وسط أهالي المنطقة بعدما حملت لواء الاستقلال عن الدولة الأم مالي، وهي بصدد العمل مع الجيش الفرنسي من أجل إعادة انتشارها.