أكد رئيس مجلس الأمة، صالح ڤوجيل، أمس، أن مرجعية نوفمبر تتجسد في كل سياسات الدولة الجزائرية حاليا، ويتجلى ذلك -حسبه- في سيادة مواقفها وقراراتها، وأبرزها الدعم القوي والواضح للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الثورة التحريرية تركت آثارا خالدة على حركات التحرر في العالم. أوضح قوجيل، أن الجزائر الجديدة، حقيقة نعيشها يوميا، بفضل التزامات رئيس الجمهورية، المستمدة من بيان أول نوفمبر، قائلا: «عندما أقول في كل مرة، نوفمبر يعود، فذلك لأننا نراه في القول والفعل». وأكد في محاضرة ألقاها بالمدرسة الوطنية للإدارة، حضرها وزير الداخلية والجماعات المحلية إبراهيم مراد، أن الجزائر حققت، مثلما حدد عشية انطلاق ثورتها المجيدة، الاستقلال السياسي، وهي تمضي قدما لتحقيق الاستقلال الاقتصادي. وأضاف قوجيل، أمام إطارات وتلاميذ المدرسة، المسار الطويل الذي قطعته البلاد منذ مرحلة ما قبل الثورة، ثم الكفاح المسلح، فمرحلة البناء الوطني، جعلها، اليوم، تمارس سيادتها بين الأمم في مواقفها وقراراتها. وأشار رئيس مجلس الأمة، إلى دعم الجزائر الواضح والصريح والمبدئي لكفاح الشعب الفلسطيني، ودعمها في وقت مضى لحركات التحرر في إفريقيا «باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، خلال زيارته للجزائر، الذي أرجع فضل تحرر البلدان الإفريقية للجزائر، كما نوه بفضلها بخلاص بلاده البرتغال من الديكتاتورية». ولأن موضوع محاضرة رئيس مجلس الأمة، جاء في سياق الذكرى السنوية لاندلاع الثورة التحريرية، أكد أن نخب من الحركة الوطنية، اقتنعوا بعد مجازر الثامن ماي 1945، أن النضال السياسي لن يعيد للبلاد سيادتها واتفقوا على أن «فرنسا دخلت بالسلاح ولن تغادر إلا بالسلاح». واستعرض أبرز المراحل التي سبقت ضبط عقارب الساعة لإعلان الثورة، بدءا بتأسيس المنظمة السرية، ثم اجتماع 22 الذين اختاروا الكفاح المسلح، بعد الأزمة الشهيرة بين المركزيين والمصاليين. وأوضح، أن اجتماع الستة، جاء ليضبط موعد إطلاق أول رصاصة في وجه الاستعمار الفرنسي، وعقد بتاريخ 26 أكتوبر 1954، وتوج ببيان أول نوفمبر، الذي كان «في حقيقته نداء للشعب الجزائري». وقال قوجيل، إن القادة الستة هم من كتبوا البيان، بفعل تشبعهم بالفكر السياسي والثوري أثناء سنوات النضال في الحركة الوطنية. مفيدا، بأن في ليلة الفاتح نوفمبر نفذت 32 عملية في وقت واحد عبر مختلف مناطق القطر الوطني. وأوضح، أن الاستعمار رفض الاعتراف بالثورة واعتبر المجاهدين الأوائل «أجانب» و»فلاقة» وأحيانا يقول «شيوعيين»، قبل أن تثبت هجمات الشمال القسنطيني، في 20 أوت 1955 مدى ارتباط الشعب الجزائري بثورته، ليعود ويطلق على الثوريين اسم «الخارجين على القانون». وأكد قوجيل، أن الثورة الجزائرية كلها محطات، منذ الاندلاع إلى غاية وقف إطلاق النار. وأنها تسبب في إسقاط 6 حكومات فرنسية وأطاحت بالجمهورية الرابعة، فاستنجد المستوطنون بالجنرال ديغول الذي فعل كل شيء للقضاء على الثورة، من خلال خطي شال وموريس، ومشروع قسنطينة ومحاولة تشكيل جبهة ثالثة لمواجهة الثورة ومع ذلك فشل. وقال، إن محاولات تحطيم الثورة والالتفاف عليها كثيرة، مستدلا بخطة «سلم الشجعان» التي اقترحها الاستعمار على المجاهدين، لإلقاء الأسلحة. وأوضح أن تعامل الاحتلال الصهيوني مع المناضلين الفلسطينيين، اليوم، يشبه تعامل فرنسا مع الجزائريين، «في البداية قالوا عنا إرهابيين ثم وصفونا بالشجعان، وهذا ما سيفعلون مع الفلسطينيين». وأشار المتحدث، أن مسار الاستقلال الاقتصادي المكمل للاستقلال السياسي بدأ بعمليات التأميم للمناجم، ثم المحروقات، فالشركات الاقتصادية. وأوضح في المقابل، أن مرحلة التسعينيات من القرن الماضي جرت المحاولة لتحطيم المكاسب المعنوية تحت شعارات مغررة، لافتا إلى أن الثورة حررت الإنسان. والدين الإسلامي من الاستعمار الفرنسي الاستيطاني.