إنتاج الثروة واستحداث مناصب الشغل ومواكبة المتغيرات الاقتصادية تعوّل الجزائر على الجامعة لتحقيق حركية اقتصادية بجعلها قاطرة للتنمية، من خلال مشاريع الأفكار القابلة للبلورة في شكل مؤسسات ناشئة أو مؤسسات متوسطة وصغيرة، قابلة للتجسيد على أرض الواقع، قادرة على إنتاج الثروة، واستحداث مناصب الشغل في المجالات الحديثة التي تواكب المتغيرات الاقتصادية، وتلبي حاجيات السوق الوطنية، ولمَ لا الأسواق الخارجية؟، ما دامت ترتكز على الابتكار والإبداع واستعمال التقنيات والتكنولوجيات الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأهداف المسطرة ومحاكاة المستقبل باستشراف رهاناته واحتياجاته. المقاولاتية بالجامعة الجزائرية.. توجّه جديد لمرافقة الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجاته من الأفكار، وتنشئة جيل مبتكر يكون في خدمته محليا ووطنيا، متميزا على الصعيد الدولي، ناهيك عن قدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية والتحولات الرقمية في مواجهة الأزمات، وبالتالي الحد من بطالة الجامعيين الذين ظلوا رهائن فتح مناصب بالوظيف العمومي، فأصبحوا يقدمون مشاريعهم المنتجة للحصول على شهادة مؤسسة ناشئة، وبراءة اختراع، عند التخرج، ليكونوا فاعلين في المشهد العام. كان الموسم الجامعي 2022-2023 حافلا بالنتائج المشجعة، فقد تم تسجيل 9 آلاف فكرة مبتكرة لمشروع مؤسسة ناشئة ومؤسسة مصغرة وبراءة اختراع، و234 مشروع حائز على وسم علامة مشروع مبتكر في مجالات متعددة، مع جاهزية هذه المشاريع للتجسيد في شكل مؤسسات ناشئة، ما من شأنه تقديم دعم كبير للاقتصاد الوطني، ناهيك عن تسجيل 750 طلب ابتكار في منصة الابتكار التابعة للمديرية العامة للبحث العلمي والتطور التكنولوجي، وحصولها على رقم تعريفي في المنصة، يسمح للمتخرجين الجدد بتجسيد النماذج الأولية عبر مراكز ومخابر البحث العلمي. في المقابل، تضع الجامعة الجزائرية في خدمة الطلبة دارا للمقاولاتية، لتقديم الاستشارة والمرافقة، ودعم الشباب من حاملي المشاريع، وتقديم الإعانات المالية وشبه المالية من طرف الوكالة الوطنية لدعم الشباب، ناهيك عن الشروح لتقريب أساليب إنشاء المؤسسة وخطوات الدراسة والجودة الاقتصادية للمشروع، وكيفية تسيير المؤسسة. وتعد دار المقاولاتية في الجامعة الجزائرية، الأرضية الأولى لنشر ثقافة المقاولاتية بين الطلبة المقبلين على التخرج، لتكون بابا مفتوحا على عالم الأعمال، ومنفذا إلى الآليات الاقتصادية التي يجب على الطالب التعرف عليها لبناء فكر مقاولاتي سليم، وذلك نظرا لأهمية التعليم المقاولاتي في نجاح هذا النوع من النشاط وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويعد آلية ناجحة لاستحداث الأفكار المبدعة، فضلا عن أنه يمثل أرضية متينة يطور المقاول من خلاله معارفه لتنعكس بالإيجاب على أداء المؤسسات الصغيرة المستحدثة، وخفض احتمالات تعثرها وإفلاسها. وتحرص الجامعية من خلال الأبواب المفتوحة والأيام التحسيسية واللقاءات الترويجية، على أن تكون عملية التعليم المقاولاتي وتكوين المقاولين وفق استراتيجية واضحة المعالم، لضمان كفاءة أكثر، وتوفير مجموعة أساسية من العوامل المحفزة لانتشارها كثقافة، حتى تصبح تدريجيا نمط حياة وأسلوب معيشة، خاصة وأن تطور النشاط المقاولاتي مؤشر هام لقياس مدى قدرة الاقتصاد على تنويع مصادر الدخل المحقق، فضلا عن تحديد مستوى الإبداع والتطوير المتوفرين.