عرف قطاع الطاقة في 2023 سنة استثنائية تميزت بالتوقيع على العديد من الاتفاقات مع شركات دولية واكتشافات للمحروقات، سمحت للبلاد بزيادة عائداتها من التصدير وتكوين احتياطات إستراتيجية بالنسبة للاقتصاد الوطني. توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال آخر مجلس للوزراء لسنة 2022، المتعلقة "بزيادة إنتاج الغاز بغرض المحافظة على معدل الاستهلاك الوطني من جهة وتقوية التصدير من جهة أخرى تنفيذا لالتزامات الجزائر مع شركائها الأجانب"، قد تجسّدت فعليا في 2023. بالفعل فإنّ السنة تختتم بحصيلة ثرية بالانجازات بالنسبة لقطاع الطاقة، تضمّنت إبرام العديد من الاتفاقات التي وقّعتها سوناطراك مع شركات عالمية خصّت مجالات تعاون مختلفة مرتبطة بالمحروقات، والتي تؤكّد دور الشركة الوطنية كممون موثوق للطاقة. حسب الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، فإنّ شركة سوناطراك قد وقّعت في 2023 في إطار القانون الجديد للمحروقات على عقود مع ستة شركات عالمية، وهي "إيني" و«أوكسيدونتال بيتروليوم" و«توتال إينرجيز" و«سينوبك" و«بيرتامينا"، فيما تجري مفاوضات مباشرة مع شركات كبرى للتوقيع على عقود أخرى. مد خط أنابيب غاز جديد وكابل كهربائي - بحري مع إيطاليا من بين أهم الاتفاقات الموقّعة أيضا في 2023، تلك الموقّعة بين مجمّع سوناطراك والمجمع الايطالي، "إيني" بالجزائر العاصمة المتعلقة بزيادة إمدادات الغاز والحد من إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما تمّ التوقيع على اتفاقات إستراتيجية ثنائية، تحت إشراف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا، السيدة جورجيا ميلوني، التي كانت في زيارة إلى الجزائر، والمتعلقة بمد خط أنابيب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي وكذا الهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء بالتناوب، إلى جانب مد كابل كهربائي بحري ورفع قدرة تمييع الغاز الطبيعي الحالية. وفي مجال التّسويق، تمّ في 2023 تجسيد عقود كبرى لنقل الغاز، حيث وقّعت سوناطراك والشركة الصينية "وانهوا كيميكال" على عقد لتموين مركب البتروكيمياء ل "وانهوا" بالصين بغاز البترول المسال.كما وقّعت سوناطراك، خلال السنة المنصرمة، على اتفاقية مع شركة بوتاس التركية المتعلقة ببيع وشراء الغاز الطبيعي المميع الموجّه للسوق التركية لمدة ثلاث سنوات.وجسّدت الشركة الوطنية للمحروقات في يوليو 2023 أول شحنة تجارية من الغاز الطبيعي المسال لشركة "إيني" الإيطالية، على مستوى الميناء العائم الجديد لإعادة تحويله إلى غاز ببيومبينو بإيطاليا. وتمّ نقل هذه الشحنة بواسطة ناقلة الغاز المسال المملوكة للشركة الفرعية Hyproc ممّا يفتح آفاق لزيادة حجم الغاز نحو هذا الميناء. وتنتهي سنة 2023 أيضا بإعادة بعث نشاطات سوناطراك في ليبيا. وفيما يخص الاكتشافات، تمكّنت الشركة من تحقيق عشرة (10) اكتشافات للمكامن الناضجة للمحروقات، تضاف إلى 16 اكتشافا أنجز خلال سنة 2022، حيث تؤكّد هذه الاكتشافات الإمكانيات الكبيرة من البترول والغاز التي تمتلكها البلاد والجهود المبذولة في مجال الاستكشاف وتجديد الاحتياطي.وفيما يخص الغاز، أكّد الرئيس تبون، نهاية 2022على ضرورة مضاعفة الاكتشافات في هذا المجال من أجل رفع حجم الصادرات من نحو 53 مليار متر مكعب حاليا إلى ما يقارب 100 مليار متر مكعب.وبخصوص مداخيل الصادرات، سجّلت الجزائر نهاية سبتمبر 2023 حوالي 38 مليار دولار، ويرتقب أن تبلغ 48 مليار دولار نهاية السنة، حسب توقّعات الحكومة. ومن جهة أخرى، تمّ استلام منشآت طاقوية هامة منها مركز تخزين وتوزيع الوقود بسيدي بلعباس بطاقة تقدّر ب 180.000 متر مكعب، ويضمن استقلالية من الوقود لمدة 30 يوما لمنطقة الغرب والجنوب الغربي للبلاد.ومن أجل إنجاح الانتقال الطاقوي، تمّ الشروع في عدة مشاريع في 2023 منها، مناقصة أطلقها مجمّع "سونلغاز" لإنجاز مشروع إنتاج 2000 ميغاواط من الكهرباء الشمسية الكهروضوئية حيث يضم المشروع إنجاز 15 محطة شمسية كهروضوئية عبر 12 ولاية، بقدرة وحدة تتراوح بين 80 و220 ميغاواط، علاوة على إنجاز منشآت للربط بشبكة نقل الكهرباء.