وهو يتحدّث عن العدوان الممنهج الذي يتعرّض له القطاع الصحي في قطاع غزة، شدّد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على ضرورة وقف "حمام الدم المستمر في قطاع غزة منذ 3 أشهر". قال غيبريسوس، عبر منصّة "إكس"، إنّ "منظمة الصحة العالمية تلقّت تقاريراً مثيرةً للقلق عن اشتداد القتال وأوامر الإخلاء المستمرة بالقرب من مستشفى الأقصى المهم للغاية في وسط غزة". وأفاد، في هذا السياق، بأنّ ذلك "أجبر أكثر من 600 مريض ومعظم الأطقم الطبية على مغادرة المستشفى"، مشيراً إلى أنّ "أماكن تواجدهم غير معروفة حاليا". وأضاف أنّ فريقا من المنظمة ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تفقد المستشفى وشاهد نقل أعداد كبيرة من الجرحى إليه لتلقي العلاج، مؤكّدا أن المستشفى يعاني نقصا شديدا في عدد الطواقم الطبية. وأشار غيبريسوس إلى أنّ تقارير تفيد بأنه لا يوجد بالمستشفى سوى خمسة أطباء، بينما قالت إدارة المستشفى إن العاملين به ليس لديهم طعام. وذكر مدير المنظمة أنّ مستشفى الأقصى هو الأكثر أهمية في وسط غزة، ويجب أن يظل في الخدمة، وأن توفر له الحماية. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة في وقت سابق، الأحد، إنّ طائرات مسيرة صهيونية أطلقت نيرانها بكثافة باتجاه أقسام وساحات مستشفى شهداء الأقصى، وأضافت الوزارة في بيان أن الجرحى والمرضى هربوا من المستشفى تحت نيران المسيرات الصهيونية. كما أكّدت الوزارة أن قوات الاحتلال تسعى لإخراج المستشفى عن الخدمة ممّا يمثل "حكما بالإعدام" على آلاف المرضى في المنطقة الوسطى بالقطاع. وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت، السبت، إجلاء موظفيها وعائلاتهم من منطقة مستشفى الأقصى، وقالت المنظمة إن الإجلاء جاء بعد أيام من قصف مدفعي على وسط القطاع ومنشورات تضمنت أوامر إخلاء أسقطتها القوات الصهيونية على الأحياء المحيطة بالمستشفى. وفيما يتعلق بشمال قطاع غزة، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إنه لا توجد مستشفيات تعمل بكامل طاقتها هناك بعد إلغاء زيارة وفد آخر من المنظمة إلى هناك. وأوضحت المنظمة أنّ موظّفيها لم يتمكنوا من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 12 يوما، بعد إلغاء زيارة الوفد للمرة الرابعة منذ 26 ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أن الوفد كان سينقل إمدادات طبية عاجلة لدعم عمل خمسة مستشفيات في شمال غزة، بينها مستشفى العودة. وحذّرت المنظّمة من أنّ المعاناة في غزة تتفاقم كل ساعة بسبب عدم توفر الرّعاية الطبية الكافية. كما لفت غيبريسوس إلى أنّه "بعد مرور 3 أشهر، لا يمكن تصوّر عدم إمكانية ضمان الحاجة الأكثر أهمية وهي حماية الرعاية الصحية"، مشدّداً على أنّ "حمام الدم في غزة يجب أن ينتهي".