مع تواصل القصف الصهيوني على قطاع غزة لأكثر من 3 أشهر، وتزايد سقوط الشهداء من المدنيين بشكل كبير، أفادت منظمة العفو الدولية، أمس الثلاثاء، أن هناك مؤشرات تنذر بوقوع إبادة جماعية في قطاع غزة، منها استشهاد أكثر من 25 ألف شخص في الهجمات الصهيونية وأضافت المنظمة أن من ضمن المؤشرات على الإبادة الجماعية "حرمان المدنيين في غزة من المساعدات الإنسانية بشكل متعمد من جانب الاحتلال، واعتماد الخطاب العنصري واللا إنساني ضد الفلسطينيين من قبل بعض المسؤولين الصهاينة ". كما تابعت على منصة إكس أن من ضمن المؤشرات ما وصفته "بالتمييز والقمع التاريخيين ضد الفلسطينيين في ظل نظام الفصل العنصري (الأبارتيد)". وشددت منظمة العفو الدولية أنه ما من بوادر لنهاية المعاناة الإنسانية الجماعية والدمار والخراب في غزة بانتظار أن تصدر محكمة العدل الدولية حكمًا نهائيًا حول حقيقة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي. وأكدت المنظمة أن "إصدار أمر عاجل بتنفيذ تدابير مؤقتة"، يعد وسيلة مهمة لمنع المزيد من الوفيات والدمار والمعاناة للمدنيين وتوفير الحماية لهم كما يساعد في إنذار الدول الأخرى بضرورة عدم المساهمة في ارتكاب الجرائم والانتهاكات الجسيمة. برنامج الأغذية العالمي يطلق جرس إنذار من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي أمس، إن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوب قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الصراع وإن خطر حدوث مجاعة في مناطق بالقطاع الفلسطيني لا يزال قائما. وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط "من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إليها في غزة، وخاصة في شمال غزة". وأضافت: "كميات قلية جدا من المساعدات تجاوزت الشطر الجنوبي من قطاع غزة.. أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة ما يزال قائمًا إلى حد كبير". سكان الشمال يموتون جوعا هذا، وأوردت مصادر إعلامية شهادات مؤلمة، لما يعانيه سكان شمال قطاع غزة، الذين يتعرضون لحملة تجويع ممنهجة على يد الاحتلال. وتكشف الشهادات عن فقدان أبسط أنواع الطعام، في مناطق شمال قطاع غزة، والمكوث عدة أيام في جوع شديد، أملا في الحصول على ما يمكن أن يبقيهم واقفين على أقدامهم من أجل رحلة بحث جديدة عن ما يمكن تناوله. وقالت "ابتسام س«، من سكان حي الشيخ رضوان، إن الفترة الأولى من العدوان كان يتوفر فيها في بعض المخازن التي لم يطلها الدمار، بعض المعلبات، لكنها سرعان ما نفدت. وأشارت إلى أنهم كانوا يقتصدون في استخدام الطحين، عبر خلطه مع ما توفر من نشاء الذرة، من أجل عجنه وتحضير الخبز منه، ولفتت إلى أنها حصلت على كمية من الشعير قبل أيام، وقامت بطحنها لإعداد الخبز، الذي لم تتذوقه منذ خمسة أيام، بسبب انتهاء الطعام من المنزل. وقالت إن زوجة ابنها وضعت مولودة قبل أيام، ولم تتلق غذاء كافيا، ما أثر على حليب الأم وبالتالي حتى إن المواليد دخلوا في دوامة الجوع، والوضع مبك للغاية. من جانبها، قالت "ناريمان ر«، وتسكن في مخيم جباليا، إنها تلجأ مع زوجها للصوم، من أجل صرف التفكير عن الطعام، لتوفير ما يمكن الحصول عليه، من أجل أطفالها الخمسة. وأشارت إلى أنها اشترت علبة ذرة صغيرة الحجم، من السوق بمبلغ يفوق خمسة أضعاف سعرها ما قبل العدوان، وقامت بتقسيمها على أطفالها الخمسة على مدار اليوم، مشيرة إلى أن "نصيب كل واحد منهم كان عدة حبات من الذرة، ولم يأكلوا طعاما آخر سوى بعدها بيومين". وقالت ناريمان، إن الحديث عن طحن أعلاف الحيوانات، مثل الذرة اليابسة صحيح، لمحاولة صناعة الخبز، لكن الكميات التي توفرت من الأعلاف نفدت وكثير منها تحتوي على شوائب وهي غير صالحة للأكل بالأساس، مضيفة أن "الجوع قتلنا.. الناس باتت تبحث حتى عمّا تبقى من حشائش نبتت من أجل إطعام أطفالها". وفي حديث هاتفي مع شقيقتها خارج غزة، قالت إنها "تلجأ لإلهاء أطفالها بتسميع القرآن، أو محاولة سرد قصص عليهم، حتى يصابوا بالنعاس ويناموا، أملا في أن تتدبر أمرها وتتمكّن من الحصول على طعام لسدّ جوعهم".