العمل الجاد والأخلاق العالية هي أهم الصفات التي من المفروض أن يتوفر عليها الموسيقي الناجح حسب قائد الاوركسترا الجزائرية بفرنسا قويدر أمين الذي نزل أمس ضيفا على جريدة الشعب حيث أجرينا معه حديثا شيقا استطعنا من خلاله أن نكتشف شخصية هذا الفنان الكبير والموسيقار المفعم بالالتزام والعطاء المستمر وحبه للابداع الموسيقي.وكشف الموسيقار قويدر أن سر نجاحه مرتبط بحبه الشديد للموسيقى والعمل الجاد والانضباط الذي دفعه إلى دخول «الكونسرفتوار» الواقع بساحة الشهداء لتعلم الموسيقى الكلاسيكية حيث درس قواعدها وكل المقامات ومختلف الطبوع. وقد تمكن الموسيقار قويدر من التفوق في هذا المجال، بعد تعلمه للموسيقى الكلاسيكية العالمية فأصبح ملما بكل أنواع الموسيقى الجزائرية والعربية والعالمية، حيث مكنته ثقافته الواسعة من العمل مع أشهر الموسيقيين وقائدي الأجواق في العالم والاحتكاك بهم بعد تنقله إلى فرنسا وعين قائد مساعد أوركسترا فاليري جورجيف بأوبيرا كيفرو بسان بيتراسبورغ، وأروكسترا فيلارمونيك ل«روتردام» وأركسترا فيلارمونيك بنيويورك. ولم ينته مشوار الموسيقار الجزائري قويدر عند هذا الحد، بل تمكن من اعتلاء مناصب عديدة في الخارج، حيث أشرف على تسيير دورات التكوين المقامة بفرنسا ودول أخرى غربية من بينها أوركسترا فيلارمونيك لمرسيليا وأوركسترا فيلارمونيك مونتيكارلو«وأوركسترا الأوبيرا ل«تولون»، وأكثر من ذلك، بل تعامل مع موسيقيين وأوركسترا بدول أخرى كروسيا ورومانيا وقطر. وكان مشواره الفني حافلا بالنجاح، صاحبه الإبداع الموسيقي، بعد أن عين مديرا موسيقيا للأوركسترا العالمية بفرنسا من سنة 1998 إلى 2004 تحت إشراف وزارتي الشؤون الخارجية والتربية الوطنية، كما تمكن آنذاك من تقديم العديد من الحفلات بفرنسا والخارج وعمل على تطوير الذخيرة السمفونية والقصائد الغنائية. وأكد المايسترو أن عمله في الخارج، مكنه من اكتساب خبرات كبيرة في مجال الموسيقى الكلاسيكية من خلاله عمله في أوبيرات عديدة في العالم وتقلده مناصب أخرى كقائد جوق وإدراي ومنسق، وهو ما سيسمح له بإعطاء كل ما لديه ونقل خبراته وتجاربه الناجحة للأوبيرا الجزائرية التي هي قيد الانجاز. وأشار إلى أن الموسيقى الكلاسيكية تشترط أن تقوم على المعرفة والتكوين والتجديد لأنها لا تخضع لقالب معين، رغم كونها منظمة فهي مرنة وتقبل التطوير من خلال الانفتاح على الآخر لجعل المستوى الموسيقي عال ويرقى للعالمية.