دفعت الظروف العائلية لبعض نسوة المسيلة الريفيات الماكثات في البيت، إلى استحداث أنشطة مختلفة لتدرّ عليهنّ بعض المداخيل التي تغطي نفقاتهنّ ونفقات أسرهنّ، وأصبحت بالنسبة لهم حرفة لا يمكن التخلي عنها ووجب تعليمها للأجيال القادمة. تعتبر الحاجة "نوة غرابي" الساكنة ببلدية برهوم نموذجا للمرأة الماكثة بالبيت من بين الكثير من النسوة اللواتي فرضت عليهنّ الظروف خوض غمار نشاط صناعة العديد من الأواني التقليدية على غرار الطاجين والقدر الطيني والعديد من الأواني الأخرى التي ذاع صيتها خارج البلدية، وأكّدت الحاجة "نوة" في حديثها ل "الشعب" أنّها تمتهن صناعة الأواني التقليدية بمنزلها منذ أكثر من 30 سنة كاملة. وأشارت المتحدّثة، إلى أنّها اضطرت إلى استحداث نشاطها توازيا مع تربية الأولاد لتغطية مصاريفهم، وضمان دخل مالي لإعانة أسرتها، وكما قامت بتعليم العديد من النسوة في قريتها مهنة صناعة الأواني الفخارية التقليدية وأصبح الكثير منهنّ يمارسنها في منازلهنّ، خاصّة وأنّ مواد صناعتها لا تكلّف كثيرا لوجود مادة الصلصل بالعديد من الأودية، باستثناء بعض المواد الأخرى التي تستعمل في الرسم على الأواني كالطلاء وغيرها. بالمقابل، تطمح العديد من النساء بالمسيلة، إلى ممارسة عمل آخر موازي لتربية الأولاد وأشغال المنزل، خاصة تلك الأنشطة الحرفية التي يمكن أن تمارس انطلاقا من المنزل كصناعة الحلويات والخياطة والطرز التي يمكن تسويقها إلى المحلات المتخصّصة وللأسواق، مع ضمان مرافقة السلطات من خلال تنظيم معارض دورية للترويج لمنتوجاتهنّ وتسويقها وفق الأطر القانونية، بالإضافة إلى فتح تكوينات خاصة بهاته الفئة الناشطة لأجل الاستفادة من خبراتهنّ في مختلف الأنشطة وخاصة التقليدية التي هي في طريقها للزوال.