أشار مدلسي لدى افتتاح صالون الذاكرة والانجازات للدبلوماسية إلى أن المفاوضات كرست ما سبق الثورة التحريرية إنجازه عبر تقديم تضحيات جسام، ومن ثم فهو يمثل استرجاعا لصفحات من التاريخ الوطني والذي يرى فيه رؤية استشرافية، ومضيفا أن أول ما تتوجه إليه الأفكار استرجاع مآثر من ساهموا في استعادة سيادة الدولة الجزائرية والانحناء إجلالا أمام أرواح الشهداء وأمام من رفعوا صوت الجزائر المكافحة في الساحة الدولية. وأعرب الوزير عن العرفان الأبدي للسلف طوال المراحل المتعاقبة في الدبلوماسية لأنهم كتبوا بأحرف من ذهب صفحات ناصعة ومجيدة للدبلوماسية الجزائرية لاسيما إبان حرب التحرير، والعرفان لما واصلو الدرب والوفاء للمبادئ المؤسسة للسياسة الخارجية أثناء الكفاح المجيد ومن بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان في طليعة الدبلوماسية. وحسب مدلسي فإن هذا المعرض هو فرصة لاطلاع الجمهور العام وبالأخص الشباب على انجازات الدبلوماسية الجزائرية التي كانت نتاجا لحرب التحرير قبل أن ترافق الجهود الوطنية للبناء، ومن ثم فهو استحضار للنشاط السياسي والدبلوماسي لرجال ونساء خارج الوطن الذي سمح للثورة أن تستفيد من دعم معنوي ومادي أوسع والتعريف بشرعية كفاح الشعب الجزائري على الصعيد الدولي. وجال الوزير بأروقة الصالون الذي استعرض فيه جميع المراحل التي مرت بها الدبلوماسية الجزائرية منذ تأسيس الحكومة المؤقتة ومختلف نشاطات ممثليها على المستوى الخارجي في التعريف بالقضية الوطنية في المحافل الدولية للضغط على فرنسا وكسب التأييد وهو ما أجبرها في الأخير على الجلوس للتفاوض ووقف إطلاق النار تمهيدا للإعلان عن الاستقلال. كما تناول المعرض مرحلة ما بعد الاستقلال ومختلف المحطات المجسدة لدعم الجزائر لقضايا التحرر عبر منبر حركة عدم الانحياز مرورا بالصعيد السياسي والاقتصادي سواء على مستوى الأممالمتحدة أو الجامعة العربية أو في إطار التعاون الأفرو آسيوي، وكذا في دعم الوحدة الإفريقية.