أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، بالجزائر العاصمة، أن المرحلة الأولى للإنتاج بمشروع شركة "بلدنا" القطرية لإنتاج الحليب المجفف في جنوب البلاد لاسيما في ولاية أدرار، ستنطلق في غضون سنة 2026. وأوضح شرفة خلال ندوة صحفية نشطها إلى جانب العضو المنتدب ب«بلدنا"، رامز الخياط، على هامش مراسم التوقيع على اتفاقية-إطار بين دائرته الوزارية والشركة القطرية لإقامة هذا المشروع، أن "الإنتاج سيتم تنفيذه على أربعة مراحل، أولاها ستكون في آفاق 2026، وآخرها بعد تسع سنوات من انطلاق المشروع". في هذا الإطار، لفت الوزير إلى أن التوقيع الذي جرى، الأربعاء، سيليه التوقيع على عدة اتفاقيات أخرى، تجسيدا لهذا المشروع. ويتعلق الأمر أساسا بالقانون الأساسي للشراكة، اتفاقية المساهمين، اتفاقية شراء الحليب، وكذا الاتفاقية الخاصة بالامتياز لوضع 117 ألف هكتار تحت تصرف الشركة، وفقا للشروح التي قدمها شرفة. ولمرافقة المشروع وتسهيل كل الإجراءات لضمان انطلاق أشغاله خلال السنة الجارية 2024، سيتم تنصيب "في مدة 15 يوما" لجنة مشتركة تضم شركة بلدنا، إداريين وتقنيين، مسؤولين محليين، مع تنظيم زيارة، للمناطق التي سينفذ فيها المشروع. أما بالنسبة للتمويل، فذكر شرفة أنه سيكون مشتركا، وذلك بنسبة 51 بالمائة من الشركة المختلطة التي ستنشأ، و49 بالمائة قروض من البنوك الجزائرية. وستكون الشركة المختلطة التي ستدير المشروع مملوكة من طرف الصندوق الوطني للاستثمار بنسبة 49 بالمائة مقابل 51 بالمائة للجانب القطري. من جهة أخرى، لفت الوزير إلى أن مشروع "بلدنا"، "لن يؤثر على باقي منتجي الحليب؛ لأن منتجات الشركة الجديدة ستغطي 50 بالمائة من الطلب الوطني على الحليب المدعم"، مذكرا بأن حجم الاستهلاك الوطني من الحليب يقدر ب5 مليار لتر سنويا. ويتمثل الهدف الأول من المشروع في تلبية الاحتياج الوطني، حسب الوزير الذي أشار إلى إمكانية توجيه فائض الإنتاج نحو التصدير. أما الخياط، فأشار إلى أن توقيع الاتفاقية جاء بعد 20 شهرا من الدراسات والمباحثات والتخطيط، مؤكدا أن شركة "بلدنا الجزائر" تعد "أكبر مشروع فلاحي وصناعي متكامل لإنتاج الحليب المجفف على مستوى العالم". وسيسمح المشروع - حسب الخياط- بإنتاج قرابة 194 ألف طن من الحليب المجفف سنويا، على أن يتم في المرحلة الأولى استصلاح مزرعة خاصة بتوفير احتياجات الأعلاف، وتصميم مزرعة بطاقة 50 ألف رأس من الأبقار، وكذا خطوط إنتاج متطورة لإنتاج الحليب المجفف. وسيصل إجمالي عدد الأبقار في السنة التاسعة من انطلاق المشروع، إلى 270 ألف رأس من الأبقار، مع إنتاج حوالي 1.7 مليار لتر من الحليب سنويا. ولفت المتحدث إلى أن الشركة ستستثمر في "إنشاء مجمعات في مختلف أرجاء البلاد، يحتوي كل منها على مزرعة للأعلاف، مزرعة لتربية الأبقار ومصنع للحليب المجفف"، مشيرا إلى أن الشركة ستعتمد على مزارع حديثة لتوفير العلف والذرة والقمح، وكذا نظام متقدم لإدارة صحة الأبقار. وبخصوص موعد انطلاق الأشغال في المشروع، كشف الخياط أن ذلك سيكون في شهر أكتوبر 2024، لافتا إلى أن الانتهاء من الدراسات سيكون بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الآن. وأكد أن الشركة ستعمل مع المربين المحليين لاستغلال الحليب الذي يتوفر لديهم، لافتا إلى أن "بلدنا" وصلت إلى معدل مردودية عال من الإنتاج في قطر، تقدر ب40 لتر/يوم من البقرة الواحدة، كما أوضح أن المشروع سينطلق بإنتاج مسحوق الحليب، على أن يتم إنتاج في مراحل أخرى 250 منتجا آخرا، من بينها حليب الأطفال.