لا أدري لماذا يحمل بعض الناس عقدة إزاء كل ما هو وطني وأصيل، ويمثل الثوابت الوطنية للأمة؟! رأيت بأم عيني كيف يخفي باعة الصحف جريدة »الشعب« تحت أكداس الجرائد والمجلات في أسفل سافلين، فلا تظهر للأنظار، بينما يعرضون باقي الصحف الأخرى »الخاصة طبعا« فتظهر عناوينها من بعيد بارزة، تخطف الأبصار، وتخلب الألباب!! وبعض القرّاء سامحهم اللّه تحدثهم عن جريدة »الشعب« فيلوون أعناقهم ويمصون عليك القارس، فإذا حاولت أن تستفهم وأن تعرف منهم سبب هذا النفور وهذا الجفاء، سمعت قولا عجبا، وقال قائلهم: »الجرائد الخاصة يا خويا تبرد الڤلب وتحمّي البندير..!« وقد غاب عن تلك الأمخاخ الذكية جدا أننا بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى قلب حام، وبندير بارد، أم أعجبهم قول القائلين: »اللّي قلبو بارد يموت سمين«. ولتصحيح هذا الخطأ الذي وقع فيه البعض من الناس، نقول: إن جريدة »الشعب« منذ تأسيسها سنة 1962 بقيت وفية لمبادئها النابعة من ثوابت الأمة، راسخة رسوخ جبال الأوراس الشمّاء رغم كل العواصف والرياح العاتية، تنير الرأي العام في الداخل والخارج، وتقول الحق ولا تخاف في قوله لومة لائم، وتمثل الجزائر، وتعبر عن رأي الجزائريين بلا زيادة ولا نقصان ولا تشويه ولا تهويل وتأنق من التجريح...(قلبها حامي وبنديرها بارد)، وذلك هو شأن العظماء، يعملون في صمت وثبات ويتجنبون الثرثرة والمهاترات الفارغة. واليوم وبفضل جهد العاملين والمشرفين على هذه الجريدة الغراء، فقد استطاعت صحيفتنا العريقة الأصيلة أن تحقق انتصارات ومكاسب معتبرة، وأن تفرض وجودها على شبكة »الأنترنيت«، فهل يغيرها أن يخفيها بعض الباعة تحت أكداس الصحف الأخرى ويحجبونها على الأنظار؟! وأنا واحد من القراء، مدمن على قراءة »الشعب« منذ سنوات طويلة، أطلبها من البائع فيأتيني بها من الداخل أو يخرجها لي من أسفل سافلين، ولكنني أطلبها فأتحصل عليها فأقرؤها رغم الداء والأعداء، وماذا يمكن أن أقول في الأخير غير: »وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض