أوقع القصف الصهيوني المكثف على المناطق السكنية بقطاع غزة أمس، عشرات الشهداء في مخيم البريج وجباليا وبيت لاهيا ورفح، كما ارتقى سبعة شهداء وأصيب 15 برصاص قوات الاحتلال في جنين. علت التحذيرات من تداعيات أي عملية عسكرية للاحتلال الصهيوني، داخل مجلس الأمن الدولي، وذلك في جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح. استشهد عشرات المواطنين غالبيتهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، أمس الثلاثاء، في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، الذي يشهد قصفا عنيفا، جوا وبرا وبحرا، لليوم ال229 على التوالي. وأفادت الأنباء بارتقاء 3 شهداء وعدد من المصابين إثر قصف صهيوني استهدف منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما استشهد 13 فلسطينيا وجرح آخرون جراء غارات استهدفت مدنيين شرق جباليا شمالي غزة. وأورد مراسلون، بأن قوات الاحتلال استهدفت بقصف مدفعي الطابق الخامس لمستشفى العودة بمخيم جباليا شمالي القطاع مع استمرار حصاره، في حين استشهدت طفلة داخل قسم الحضانات في مستشفى الشهيد كمال عدوان بسبب توقف جهاز الأكسجين. وأفاد المراسلون كذلك بوقوع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم جباليا، وقد بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس مشاهد قنص عسكري صهيوني في محور التقدم شمال شرقي مخيم جباليا. كما بثت كتائب القسام مشاهد استهداف مروحية من نوع أباتشي بصاروخ سام 7 شرق مخيم جباليا. وفي رفح جنوب قطاع غزة، أوردت الانباء بإن طائرات الاحتلال شنت 3 غارات على وسط المدينة، وقصفت عددا من المنازل وتجمعات للمواطنين ولجان تأمين البضائع. من جهته، قال جيش الاحتلال الصهيوني صباح أمس إن عسكريين في قوات الاحتياط أصيبا بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب قطاع غزة. من ناحيتها أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن قوات الجيش تقدمت في عمق رفح، واحتلت ثلثي محور فيلادلفيا ووصلت إلى حي البرازيل. وأضافت الإذاعة أن تقديرات الجيش الصهيوني تشير إلى أن 950 ألف فلسطيني نزحوا من رفح. مناقشة الوضع في رفح تأتي هذه التطورات، بينما علت التحذيرات من تداعيات أي عملية عسكرية من الاحتلال الصهيوني، داخل مجلس الأمن الدولي، وذلك في جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح. وأبرز المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة، رياض منصور، أنّ دولة الاحتلال تواصل انتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، مضيفا أن "عشرات آلاف الفلسطينيين يتعرّضون للتهجير القسري ولا مكان آمنًا لديهم". وأكد منصور أن "سلطات الاحتلال قرّرت إغلاق معبر رفح باستخدام القوة لتجويع القطاع، ويجب عليها الانسحاب من قطاع غزة بشكل فوري". وتابع: "أحثّ مجلس الأمن على استخدام ما لديه من أدوات، من أجل وضع حد لمجازر الاحتلال، وخاصة أن هذا الأخير لا يستمع للنداءات والاحتجاجات في كل العالم، ويواصل انتهاك القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة". تحقيق دولي في الإبادة من جهتها، طالبت الجزائر، مجلس الأمن الدولي، بإيفاد بعثة تحقيق دولية لتقصي الحقائق وضمان مساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها في قطاع غزة. جاء ذلك في مداخلة الممثل الدائم المساعد للجزائر لدى الأممالمتحدة، السيد نسيم قواوي، خلال الجلسة المفتوحة، التي عقدها مجلس الأمن الدولي، بطلب من الجزائر وسلوفينيا، حول تطورات الأوضاع برفح، جنوب قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا. وأكد ممثل الجزائر، أن الكيان الصهيوني ينفذ عملية "إبادة جماعية" في قطاع غزة قد تؤدي إلى المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي والمزيد من الجرائم الجماعية.