احتضن أمس مركز التكوين المهني بحسين داي، فعاليات اليوم الأول من القافلة التحسيسية حول أضرار المخدرات والتدخين ،المنظمة من طرف أمن المقاطعة الإدراية بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والمندوبية المحلية للشباب، وشكل اللقاء الذي جمع مختلف الفاعلين بالشباب المتربص فضاء جيدا للاستماع لانشغالاتهم وتوعيتهم بمخاطر استهلاك المخدرات آفة العصر. وأبرز ممثلو الهيئات المشاركة في الدورة التحسيسية التي تستمر إلى غاية 14 أفريل الجاري، مدى خطورة تعاطي المخدرات والمتاجرة بها، والأضرار الوخيمة التي تلحقها بصحة مستهلكها وكل من حوله. وأخذت الظاهرة مؤخرا أبعادا خطيرة فأصبحت متفشية بكثرة، في الأحياء الشعبية أو المؤسسات التربوية سيما لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 سنة، فقد أثبتت الدراسات أن 91 بالمائة من المدمنين يتعاطون السموم في سن مبكر ،إضافة إلى أن السجارة الواحدة تحتوي على 4 آلاف مادة سامة. من جهتها قدمت الملازم الأول للشرطة ورئيسة خلية الاتصال والنشاط الوقائي بأمن دائرة حسين داي عراش نورى، نصائح للشباب المتربصين، من خلال عرض حالات المدمنين في شريط فيديو يثبت، ما تؤدي إليه المخدرات من نتائج خطيرة ومدة السجن التي تصل إلى 10 سنوات. وأكدت رئيسة خلية الاتصال والنشاط الوقائي على الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في توعية الشباب المراهقين، وحمايتهم من رفقاء السوء من خلال الاستماع إليهم ونصحهم بطريقة سلسة، بعيدا عن استعمال العنف نظرا للمرحلة الحساسة التي يعيشها الشاب المراهق لأن العائلة حسبها تساهم بشكل كبير في محاربة هذه الآفة الخطيرة وتعتبر سندا قوية لمصالح الأمن الوطني. وأوضحت عراش أن خلية الإصغاء والنشاط الوقائي التي تترأسها شعارها هو «لا للمخدرات، للإصغاء والفهم للقضاء على الإنحراف»، حيث تسعى من خلال الحملات التوعوية التي تنظمها على مدار السنة لفائدة الشباب إلى الحد من هذه الظاهرة من خلال مرافقة الشباب المراهق وإعادة إدماج شخصيات الأحداث غير السوية، حيث تعمل مصالح أمن دائرة حسين داي على متابعة المريض والتكفل به طبيا للعلاج من الإدمان. أما الإمام والخطيب سعيد بوجان، فكانت مداخلته تصب في ضرورة تقرب الشاب من الله عز وجل، وفهم مقاصد الشريعة الإسلامية مستدلا بالقران والسنة وأقوال العلماء، محذرا من خطورة تعاطي المخدرات وكذا تدخين السجائر حيث أن 75 بالمائة ينتقلون إلى مرحلة الإدمان بعد التدخين، مؤكدا أن كل ما يضر بصحة الإنسان يعتبر محرما وأطباء هذا العصر أثبتوا ذلك. وتطرق الإمام إلى أهمية تفادي الفراغ ورفقاء السوء وضبط النفس وفق الشرع، مشيرا إلى أن الشباب من المفروض أن يكونوا طاقة الأمة ومستقبل البلاد وتكثيف عمليات محاربة هذه الآفة التي تنخر شبابنا وتفتك بمجتمعنا. من جهته أفاد رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ قادري عز الدين، على هامش اليوم التحسيسي أن الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات بين الأوساط التربوية وخارجها لا يجب أن يكون في مرحلة متأخرة، وإنما عن طريق محاربتها قبل دق ناقوس الخطر مشددا على أهمية تنظيم حملات توعوية لفائدة الشباب المراهق. وأضاف قادري أن حث الشباب على الإقلاع عن المخدرات وتفاديها مسؤولية الجميع من أئمة وأعوان أمن وجمعيات، لأن دورهم كبير في تحسيس الشباب بخطورة تناول السموم والابتعاد عن هذه الآفة الخطيرة التي تعتبر المصدر والمضخة القوية الدفع إلى إرتكاب كل أنواع الجرائم.