توقع جون ألترمان مدير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أن تعرف السياسة الامريكية تغيرا داخليا وخارجيا من المرتقب أن يسفر عن تحسين وتلميع صورتها الحالية في العالم خاصة في آفاق الاربع سنوات المقبلة، في إشارة منه الى التعاطي بايجابية أكبر مع قضايا الشرق الأوسط، وانطلق من قناعة ان القوة الامريكية تعد الاكبر عالميا، غير أنه لم يخف أن طبيعة قوة الدول ستتغير خلال السنوات القليلة المقبلة. أثار جون ألترمان في محاضرة نشطها بمركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية حول »السياسة الأمريكية في العالم العربي لمرحلة ما بعد جورج بوش مستقبل عدة قضايا ساخنة لها علاقة مباشرة مع بؤر التوتر بمنطقة الشرق الأوسط والعالم تتصدره القضية العراقية والفلسطينية والقضية الصحراوية، وحقيقة المنافسة المستقبلية بين الولاياتالمتحدةالامريكية والصين. يعتقد الباحث الامريكي أن الولاياتالمتحدةالامريكية ستظل أكبر قوة في العالم ولفترة طويلة ويرى أن الخيار بخصوص القضية العراقية سيكون ناتجا عن حوار الكونغرس والجيش الامريكي لتحديد الصيغة والطريقة التي ستخرج بها القوات الامريكية عن طريق ضمان عدم وجود اللا أمن وذهب ألترمان الى أبعد من ذلك عندما قال ان الولاياتالمتحدةالامريكية مازالت متخوفة من الخروج من العراق لأنها تدرك أن ذلك سيؤثر سلبا على القوى الخارجية وعلى العراق، وخلص الى القول في هذا المقام أن التأثير الامريكي (الولاياتالمتحدة) عبر العالم ناتج عن سياسة ضبط استعمال قوات الولاياتالمتحدة، وأشار الى أن هذه الاخيرة في مقاومتها في الأساس كانت تلجأ الى القوة أكثر منها في ضبط الآخر. وتحدث بثقة يقول في نفس المقام أن روسيا ليست في صورة جيدة مقارنة بالولاياتالمتحدةالامريكية، بل اعتبر أن الولاياتالمتحدة بكل المقاييس قادرة على فعل أي شيء على اعتبار أنها أكبر قوة عسكرية في العالم، وتعادل ثلاث أضعاف القوة الاقتصادية اليابانية، بالإضافة إلى أنها القوة السكانية الثالثة في العالم. وأكد جون ألترمان أن الكثير من الأمور يستحيل أن تتغاضى الولاياتالمتحدةالامريكية عنها، على خلفية أن الكثير من الجهات تقوم بعناصر وصفها باللادولية وتتعلق بالولاياتالمتحدةالامريكية. واستشرف الباحث الامريكي لآفاق عهدة الحكم الجديد لأوباما حيث أفاد أن باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدةالامريكية له رغبة كبيرة في تحسين الوضعية الاقتصادية التي وصفها بالسيئة بفعل الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالمؤسسات المصرفية، بالإضافة الى رغبتة في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في الخارج، ويتوقع أن أوباما يسعى كذلك الى العمل بهدف إعادة انتخابه إلى عهدة رئاسية أخرى. أما فيما يتعلق بحقيقة المنافسة الصينية الامريكية، قلل الباحث من قوة خصم بلاده حيث أقر قناعته التي تكمن في أن الصين لاترغب في الدخول في نزاع مع الولاياتالمتحدةالامريكية، ويرى في نفس المقام أن الصين تحاول بناء قوتها في وضع أمن وتحت لواء الولاياتالمتحدةالامريكية، واستشهد بمقولة أحد الفاعلين الصينيين » فلنترك لكم الأمن ونقوم بالتجارة«. وأرجع أكبر الصراعات التي نشبت بين الصين والولاياتالمتحدة الى المسائل البيئية، وبررها بتضارب القناعات الصينية وقناعات الولاياتالمتحدةالامريكية. وصنف الباحث الامريكي الملف العراقي والفلسطيني والايراني ضمن أولويات الولاياتالمتحدةالامريكية وبلغة تفاؤلية قال أنه هناك فرص أكبر لايجاد حلول، غير أنه صرح أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بعمليات قنبلة المدنيين وتفجير العمليات الانتحارية وإدراجها ضمن العمليات المدنية، سواء كان ذلك في القدس أو الجزائر. وفي رده على سؤال طرحته عليه »الشعب« ويتعلق بحقيقة إمكانية قيام دولة فلسطينية في آفاق الثلاث سنوات المقبلة. أوضح جون الترمان أن هناك أزمة سياسية في المسار الفلسطيني الاسرائيلي وأشار الى أن هذه الأزمة السياسية تمس بوجود رئيس حكومة غير مستقل ووجود إنتخابات خلال الشهر المقبل بالنسبة لفلسطين وإسرائيل. وذهب الباحث الى أبعد من ذلك عندما قال ان الازمة السياسية في فلسطين تعود الى كون الرئيس محمود عباس لم يعد بمقدوره الحديث عن سكان غزة. واشترط الباحث الامريكي وقوع تطورات كبيرة في هذه المنطقة بحل الازمتين السياسيتين بكل من فلسطين وإسرائيل، ويرى أن الحل ليس في وجود قمة تفاوضية وختم قوله في هذا المقام ان الأولوية للولايات المتحدةالامريكية حل ما أسماه بالمعضلتين. وطرح الباحث جون الترمان حقيقة أن مخطط السلم العربي لن يكون هو المخطط الوحيد والجوهري بل ذكر أنه سيكون ضمن المخطط الشامل للمنطقة. وعندما انتقل الى ملف الصحراء الغربية رجح كفة التفوق للمغرب في التأثيرات على الولاياتالمتحدة حيث لم يخف الدور الداعم للولايات المتحدةالامريكية للمغرب بل أنه اعتبر أن للمغرب أصوات كثيرة ومقنعة بخصوص قضية الصحراء الغربية عكس الجزائر، كما طرح مدير بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن. وأرجأ الباحث الإجابة عن سؤال يتعلق كيف ستتعامل الولاياتالمتحدةالامريكية مع ملف مكافحة الارهاب في منطقة المغرب العربي في فترة حكم الرئيس أوباما الى بعد فترة قدرها بالشهران لأنه في الوقت الظاهر أكد أنه يستحيل معرفة ذلك وتقديم تصور مستقبلي في ظل غياب أسماء من سيتولون منصب قيادة الدفاع الأمريكي. ------------------------------------------------------------------------