يشكل المجتمع المدني بمختلف نشاطاته همزة وصل بين المجتمع والدولة كونها على اتصال دائم بالمواطن وأدرى بمشاكله واحتياجاته، لكن ما نلاحظه هو أن بعض الجمعيات تنشط في المناسبات فقط من أجل مصالح شخصية، ما عدا بعض الجمعيات التي تؤدي دورها الحقيقي وهي تعد على الأصابع. ومن بين هذه الجمعيات نجد جمعية ناس الخير التي تتكفل بإيصال إعانات لمختلف فئات المجتمع كالمعوزين والمرضى، وغيرهم. وفي هذا الصدد، أفاد الياس فيلالي رئيس جمعية “ناس الخير" أن جمعيته حاضرة في الميدان باستمرار سواء في شهر رمضان، الأعياد، أو الدخول الاجتماعي عبر تقديم مساعدات الى المحتاجين والمرضى أو المشاركة في الحملات التوعوية حول نظافة البيئة بالمدن وعبر الشواطئ. وأضاف في حديث هاتفي ل«الشعب" أن أكبر تحدي للجمعيات الخيرية هو حرصهم الشديد على إيصال الإعانات الى مستحقيها الحقيقيين، ولهذا فناس الخير لديها ممثلين على مستوى الأحياء لإحصاء العائلات المعوزة بسبب التلاعبات التي تحدث في عملية توزيع قفة رمضان على مستوى بعض البلديات، مما يحول دون وصولها الى المحتاجين، وعلى حد تعبيره “أن كل حومة لها رجالها". وأشار الياس فيلالي في هذا السياق، الى أن جمعية “ناس الخير" تعكف للتقرب من المحتاجين على مستوى كل الولايات ليس فقط ضواحي العاصمة والمدن المجاورة، بما في ذلك العائلات القاطنة في المناطق الجبلية، قصد الوصول الى أكبر قدر ممكن من المعوزين. زيادة على التكفل بالمرضى في كل مرة، بحكم توفرها على فروع بعدة ولايات وهي تتنقل عبر أكثر من أربعين ولاية، وبفريق عدده قرابة 100 شخص أغلبهم شباب، وهذا قصد ضمان إيصال الإعانات في وقتها ولمستحقيها. علما أن جمعية “ناس الخير" أنشئت في رمضان 2010 وبالنسبة لمصادر تمويل الجمعية أكد رئيسها أنه يقتصر على المحسنين والأصدقاء الذين لا يتأخرون عن تقديم الدعم المادي كونهم يثقون في الجمعية ومصداقيتها في العمل النزيه، في حين السلطات لا تمنحهم أي مساعدة. مشيرا الى أنه العام الماضي تحصلت الجمعية على مليار سنتيم كدعم مالي من المحسنين. وبالمقابل، أوضح رئيس الجمعية، أن أغنى الدول هي التي تملك أكبر عدد من الجمعيات الفعالة في الميدان، وحسبه فإن المجتمع ما يزال ضعيفا ما دامت الجمعيات مهمشة ولا تلقى الدعم من طرف الدولة، وقال أيضا أن هذه الأخيرة لا تستطيع القيام بكل الأمور بدون المجتمع المدني الذي يقوم بالعمل الجواري، وعلى اتصال دائم مع المواطن. وفي هذا الشأن دعا، الياس فيلالي الى منح ثقة أكبر في الجمعيات التي تنشط بفعالية في الميدان، وتمنحها الدعم الذي تستحقه. ولم ينف محدثنا وجود بعض الجمعيات التي لا تؤدي دورها المنوط بها وتستثمر في نشاطها على حساب المحتاجين للحصول على مصالح شخصية، مضيفا أن الشركات الكبرى لم تعد تثق في هذه الجمعيات لعدم مصداقيتها. وجدّد تأكيده أن جمعية “ناس الخير" تعمل بإخلاص من خلال توثيق الأموال التي تتحصل عليها من المحسنين، وتقوم بأخذ الصور للأشخاص الذين استفادوا من الإعانات، وكل ما يهمها مساعدة كل المعوزين أينما وجدوا. ضد الجمعيات المناسباتية من جهته، أكد حدادي حميد رئيس جمعية القلعة لحماية البيئة، أن نشاط هذه الأخيرة بالرغم من أنها لا تملك إعانة أو دعم يهدف تربية الطفل عن طريق الأمهات، كي يكون مواطن حضاري يحافظ على البيئة، وتعود صورة العاصمة البيضاء التي كانت في الماضي. مشيرا الى أنه ضد الجمعيات المناسباتية التي كلما قامت بنشاط حول موضوع ما تنسبه لوزير أو رئيس بلدية ما.