الفنان القبائلي لوناس خلوي، أحد أعمدة الغناء القبائلي، يملك زادا فنيا زاخرا نحت به اسمه وأحبه المستمعون جيلا بعد جيل، بساطته وضعته تحت الظل منذ سنوات رغم شهرته في منطقة القبائل.. لوناس خلوي ابن منطقة احسناون اجتمع بجمهوره من أجل إحياء حفل تضامني، حيث أكد أنه لا يبخل في الاستجابة لأي دعوة للتضامن مع المحتاجين، اقتربت ''الشعب'' منه، حيث أمتعنا بهذا الحوار. الشعب: باعتبارك فنان مخضرم، ماذا يمكنك القول عن وضعية الفنانين سابقا وحاليا؟ لوناس خلوي: الفنان في بلادنا لا يزال يعيش في وضعية مزرية،ئفلا يمكن أن يكون له مصدر رزق يسترزق منه، فالفن يحتاج الى استرجاع مكانته بالجزائر، ويجب على بعض المسؤولين نفض الغبار عن عديد الفنانين المهمشين والمنسيين، رغم أنهم أعطوا الكثير للغناء والفن. وأنا شخصيا تعرضت لنفس الموقف، حيث استدعيت من طرف الدول الأجنبية ومثلت الجزائر في عدة مرات وآخرها كانت سنة2001، وتأسفت على أن القنصلية الجزائرية والوصايا لم تكن على علم بذلك، وهنا أستغرب لإحترام الدول الأجنبية لي واستدعائي لتنظيم جولات فنية، في الوقت الذي همّشت فيه ببلدي، فبعد 40 سنة من العطاء لم تنظم أي جولة فنية على شرف لوناس خلوي، بالرغم من أنني لا احتاج إلى ذلك، فقد صنعت اسمي بنفسي، وأعد من بين أقدم الفنانين القبائليين ولدي جمهوري الخاص، وهذا ليس من باب التكبر والغرور ولكن الحقيقة تقول ذلك، وأظن أن هذا المشكل يقتل الفن بحد ذاته قبل الفنان، فتكريم الفنان في مماته يعد بالنسبة لي حقرة و لا جدوى لها، ورغم كل ذلك فإن عزيمتي لا تزال متواصلة في خدمة الفن إلى آخر نبض في عروقي فالموندول هو دمي وروحي. ̄ ̄ في نظرك، ما العراقيل والصعوبات التي تواجه الفن الجزائري؟ ̄ بالنسبة لي، أقولها وأؤكدها ظاهرة القرصنة من المشاكل الكبيرة التي نعانيها ولكن هذا الوضع لا يقتصر على بلدنا الجزائر، بل هو وضع مسجل عبر كافة دول العالم، إلا أنني أتمنى أن تحل هذه المشكلة بابتكار مفتاح سري يمنع نسخ الألبومات وإعادة بيعها وبأثمان زهيدة، لأن منذ ظهور هذه المعضلة جميع المنتجين يرفضون التعامل مع الفنانين نتيجة الخسائر المالية المترتبة التي تلحق المشروع. ̄ ̄ يلتقيك الجمهور كثيرا في الحفلات التضامنية، ما السر وراء ذلك؟ ̄ شخصيا لا أستطيع أن أرفض أي شخص يطلب مني أن أنظم حفلا فنيا تضامنيا، فأنا مرهف الشعور وأساند العديد من الحالات الاجتماعية التي تحتاج إلى دعم ومساندة، والتي تتألم لعدم إيجادها الوسائل اللازمة لكي تحظى بالعلاج اللازم، فلا يمكنني أن أرفض طلب مساعدة أحد، ودائما أكون مستعدا لمساعدة كل من هو بحاجة لي، فلا يوجد شخص يحس بألم الآخرين أكثر من الفنانين، ويؤلمني كثيرا لما أرى أشخاصا يعانون في المجتمع ولا أحد يهتم بمعاناتهم، وأنا من الفنانين الذين لا يتوان عن فعل الخير و سأبقى أساعد كل من يحتاج المساعدة. وأشير فقط نظمت حفلين بالمسرح الجهوي كاتب ياسين على شرف المصابين بمرض السكر، والشيء الذي لا يزال راسخا في ذهني أن القاعة كانت جد مكتظة بالمتفرجين، ونتيجة ذلك قمت بعد نهاية الحفلة بشراء تذكرة وهو ما أعجب الكثير من المواطنين، أما الحفل الثاني كان خلال الشهر المنصرم لمساعدة أحد الشبان الذي يعاني من مرض مزمن يحتاج لإجراء عملية جراحية بالخارج. ̄ ̄ ما هي المواضيع التي تحبذ تناولها في أغانيك؟ ̄ المواضيع التي اعتمدها في أعمالي الفنية تمس كل المجالات، من بينها الاجتماعية، كما أغني عن الحب، الوطن والمرأة والثقافة الأمازيغية، فأنا مواطن جزائري ويهمني مستقبل وطني في جميع الأصعدة، ولذلك أحب أن تكون الأغاني ذات مواضيع هادفة، وقد تأثرت بأغاني الشيخ الحسناوي الذي هو ابن منطقتي. ̄ ̄ هل من مشاريع فنية جديدة؟ ̄ سينزل إنتاجي الجديد إلى الأسواق عما قريب، حيث بدأت في إعداد ألبوم جديد منذ حوالي سنتين، وهو حاليا في مرحلة التسجيل، ومواضيعها تتمحور حول كل ما له علاقة بالثقافة والمشاكل الاجتماعية. كما سأحيي قريبا حفلا فنيا بكندا التي سينظم على شرف الفنان الراحل معطوب لوناس ولا يمكنني أن أتخلف عن هذا الموعد.