عكف المشاركون والمتدخلون في الملتقى الوطني العلمي الذي شهدته جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف خلال يومي 29 و 30 من هذا الشهر على دراسة وتشخيص المعوقات في انتاج القمح بالجزائر وسبل تطوير هذا المنتوج ضمن آفاق توفير الأمن الغذائي الذي تسعى اليه الدولة الجزائرية ضمن سياسة التنمية لتجاوز أزمة الذهب الأسود. تنظيم الملتقى من طرف معهد العلوم الفلاحية البيولوجية حسب رئيس اللجنة العلمية السيد بوطية عبد القادر والأعضاء المشاركين جاء وفق تطلعات المعهد الرامية الى ربط بحوثها ومشاركتها في تحديث آليات إنتاج القمح بالجزائر وفق منظور ضمان الأمن الغذائي للأجيال بعد ما اعتمدت سياسة الأسواق الخارجية أسعار جنونية أصبحت تهدد اقتصاديات ومعيشة معظم الدولة خاصة الافريقية منها والجزائر واحدة من هذا الاقليم. هذا التصور الذي حددت مقارباته من خلال تدخل 31 إطارا من عدة جامعات أهم المعوقات والعراقيل والمشاكل التي تعترض إنتاج القمح وخصائصها وطريقة التعامل معها وفق منظور علمي، وكذلك عامل الجو والمناخ بكل معطياته ونوعية النبات والبذور ومدى تطابقها مع هذه المعطيات والخصوصيات التي تميز عالم الزراعة والفلاحة ببلادنا، المتدخلون والمختصون في عالم الفلاحة، بالاضافة الى ظروف التخزين والمعالجة وتربية البذور والتكثيف الذي صار إحدى أولويات الدولة الجزائرية وإدارات القطاع وكل المتعاملين من أجل تحسين مردود الانتاج والنوعية التي أصبحت أكثر من ضرورية في الظرف الراهن ضمن استراتيجية شاملة برأي المشاركين الذين ركزوا على المنهجية والمصادر المرتبطة بالمحيط الاجتماعي والطبيعي. هذا وقد خلص الملتقى إلى جملة من التوصيات الهامة برأي المختصين والمهنيين والأكاديميين والتي أكدت في مجملها على ضرورة التنسيق ورسم منهجية علمية لتطوير أساليب الانتاج ورفع كل العراقيل وتوفير الدعم والمراقبة ضمن أطر واضحة خدمة تكثيف مردود الانتاج في مادة القمح. ولرفع التحديات جاء هذا الملتقى كمشاركة من طرف الجامعة لتثمين الاجراءات الأخيرة التي اعتمدتها الدولة لفائدة منتجي القمح كرفع سعر القنطار الواحد الذي يفوق 4 آلاف دج، زيادة على توزيع حصص من المساحات لإنتاج القمح المسقي والذي نالت فيه ولاية عين الدفلى المرتبة الأولى بزراعتها ل 15 ألف هكتار من ضمن 250 ألف هكتار التي اتخذتها استراتيجية الوزارة على المستوى الوطني، وهو مؤشر من شأنه حسب أحد المشاركين توفير الأمن الغذائي بنسبة 70 ٪ وهو نفس المنحى الذي أكد عليه رشيد بن عيسى وزير التنمية الفلاحية في لقائه الأخير مع إطارات القطاع. ------------------------------------------------------------------------