في خطوة تبدو متماهية مع التقدم المحقق في المحادثات الخاصة بالملف النووي الإيراني دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس إلى عدم فرض عقوبات جديدة على طهران قصد منحها فرصة لتثبت جدية التزامها في المفاوضات، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق معها سيمكن من تأخير تطوير قدراتها النووية أشهرا إضافية. وأوضح خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أن إدارته كانت جادة في مواصلة الدبلوماسية، وأنه لا توجد حاجة لإضافة عقوبات جديدة على العقوبات الحالية «الفعالة جدا»، والتي دفعت بالإيرانيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، محذرا من أن الحل العسكري يكون دائما فوضويا وصعبا، وترافقه دائما نتائج جانبية، كما أنه لا يمكنه ضمان عدم سعي الإيرانيين للحصول على أسلحة نووية أكثر فتكا في المستقبل. وفي دفاعه عن جدوى المفاوضات قال أوباما أنها تتيح فرصة التأكد من مدى جدية الإيرانيين، مطمئنا من جهة أخرى بأنه في حال تبين بعد 6 أشهر أنهم غير جديين، يمكن عندئذ تشديد العقوبات وقال «لن نخسر شيئا إذا رفضوا تقديم الأدلة الضرورية إلى المجتمع الدولي». وجدد التأكيد على أن من بين ثوابت سياسة الولاياتالمتحدة ألا تمتلك إيران أسلحة نووية، مبديا تمسكه بإبقاء كل الخيارات متاحة للوصول إلى هذا الهدف. وقبل ذلك كان وزير الخارجية جون كيري قد كشف أن بلاده تبحث الإفراج عن قسم «ضئيل» من الأصول الإيرانية المجمدة في المصارف حول العالم والبالغة 45 مليار دولار، في سبيل التشجيع التوصل لاتفاق نووي مع طهران، مطمئنا في نفس الوقت بأنه لن يتم المساس بجوهر نظام العقوبات، حيث أن حوالي 95% من العقوبات المفروضةة ستظل سارية. اللافت أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أصدرته نهاية الأسبوع جاء متساوقا مع التوجه الحالي للإدارة الأمريكية، حيث أكد أن إيران جمدت توسيع نشاطاتها النووية في خطوة من الرئيس الإيراني حسن روحاني من أجل بناء الثقة على ما يبدو قبل استئناف المحادثات المقرر نهاية هذا الأسبوع. وقالت الوكالة في تقريرها إنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية لم يتم تركيب سوى أربعة أجهزة للطرد المركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي مقابل 1861 مفاعلا تم تركيبها في الفترة السابقة. إسرائيل تتهم واشنطن بالمغامرة بأمنها وفي خضم كل هذه المؤشرات التي تنبئ بقرب تسوية الملف تواصل إسرائيل مساعيها لعرقلة جهود التوصل إلى اتفاق حيث اتهمت إدارة أوباما باللعب بأمن إسرائيل من خلال سعيها إلى إبرام اتفاق مع طهران، وقالت على لسان وزير الاقتصاد أنها «تقامر» بأمنها في سعيها للتوصل إلى هذا الاتفاق. من جهته قال نتنياهو أنه غير مقتنع بالتقارير التي تتحدث عن أن إيران أوقفت توسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، معتبرا أن طهران لم تعد بحاجة للتخصيب وأن لديها ما يكفي من أجهزة طرد مركزي كافية لتطوير وإكمال المادة الانشطارية ذات الأهمية المحورية لصنع قنبلة نووية.