مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 للسلام السوري الذي تشارك فيه اكثر من 30 دولة يبقى المجتمع الدولي منقسما بين متفائل ومتشائم حول هذا المؤتمر، فهناك من يؤكد على أهميته ونجاحه لايقاف القتال والبحث عن الحلول السياسية لمسائل الخلاف وهناك من يشك في فشله واستمرار الوضع المتردي القائم حاليا إلى مالانهاية. وعلى الرغم من أن الغرب الذي يدعم المعارضة تراجع عن موقفه نوعا ما خاصة بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، بينما نجد فرنسا على موقفها المتشدد فقد أعرب وزير خارجيتها «لوران فابيوس» عن تشاؤمه حيال الوضع في سوريا حيث قال ان لديه شكوكا قوية في نجاح مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الشهر القادم لايجاد حل للازمة السورية خاصة وان المعارضة تواجه صعوبات وسط تعهد امريكي لدعمها وتحذيرات من سيناريوهات مرعبة. وقال «فابيوس» في مؤتمر السياسة العالمي المنعقد في موناكو بفرنسا أول أمس انه متشائم جدا جدا بخصوص الاوضاع بسوريا مضيفا ان الرئيس السوري بشار الأسد له أخطاء كثيرة ولكنه ليس غبيا ولذلك لا نرى سببا لتسليمه السلطة لمعارضية. وأضاف «فابيوس» الذي كانت بلده أول من اعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قبل عام وقدمت لها مساعدات عسكرية. وقد أمهل المبعوث الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي طرفي الصراع يوم 27 ديسمبر الجاري لتحديد وفديهما الى مفاوضات السلام بمؤتمر جنيف 2 . ومن المقرر أن يلتقي الابراهيمي يوم 20 من الشهر الجاري بمسؤولين من روسياوامريكا لمتابعة تحضيرات المؤتمر الذي قد يشارك فيه اكثر من ثلاثين بلدا بينهما السعودية وايران. وتعهدت واشنطن في الايام الاخيرة باستمرارها دعم المعارضة الا ان مسؤولا سابقا في الاستخبارات الامريكية حذر من سيناريوهات مرعبة غير أن وزير الدفاع «هيغل تشاك» تعهد بمواصلة دعم امريكا للجيش السوري الحر مبينا ان ما حدث مؤخرا بسوريا يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به في اشارة الى سيطرة ارهابيين على مقار الجيش الحر شمال البلاد وقد حذر من جانبه المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية «مايكل هايدن» من ان انتصار الاسد قد يكون الافضل بين ثلاث سيناريوهات مرعبة جدا جدا. السيناريو الثاني هو تفتيت البلاد بين فصائل متقاتلة والاحتمال الثالث هو استمرار المعارك الى مالا نهاية مع متطرفين سنة وشيعة يحاربون بعضهم بعضا. ورغم التشاؤم الذي نلحظه لدى الغربيين بخصوص مؤتمر السلام السوري هناك متفائلون بنجاح مؤتمر جنيف 2 الذي ينهي مأساة الشعب السوري نذكر منهم وزير الخارجية الصيني «وانغ يتي» الذي قال بخصوص جنيف 2 أنه يوفر فرصة لكسر الجمود بشأن القضية السورية مؤكدا استعداد بلاده لتقديم الدعم والمساعدة لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية . أما «لافروف» فيرى ان قضية مكافحة الارهاب في سوريا ستكون اساسية في جنيف 2 داعيا الى تحالف الحكومة السورية والمعارضة الوطنية لمواجهته.