شدد محمد الصغير بابس رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي »كناس«على أهمية معهد الجزائر للبحوث حول التنمية المستديمة بافريقيا الذي قررت جامعة الأممالمتحدة إقامته وتجري الترتيبات لإقامته في الجزائر خلال أيام معدودة.. وهي تراتيب يتولاها كونراد اوستر فالدر، عميد الجامعة الأممية الذي يزور الجزائر في هذه الآونة ويتباحث مع المسؤولين الجزائريين حول كيفية تجسيد هذا المرفق الاستراتيجي الذي يعول عليه في تخرج كفاءات معرفية تخدم الجزائر والقارة السمراء. وأكد بابس في اللقاء الذي جمع أعضاء الكناس وعميد الجامعة الأممية صباح الخميس بمقر المجلس أن معهد الجزائر لبحوث التنمية المستديمة يحمل قيمة لا تقدر بثمن وان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يولي الحرص الكبير على انجاز المعهد الاممي بمواصفات عالية تليق بمقامه وتطلعات الجزائر، ويجسد وفق اتفاق تعاون ابرم بين الكناس والجامعة الأممية عام .2006 كما تقرر بالإضافة إلى المعهد الذي تتولى الجزائر تمويله بحكم أنها الدولة المستضيفة، انجاز مرصد يأخذ في الاعتبار مسائل ذات الارتباط الخاص بالتنمية البشرية وتطبيق على أحسن ما يرام إعلان الألفية. وتحدث بابس بتمعن عن أبعاد المعهد وخلفياته وأسبابه ولماذا وقع الاختيار على الجزائر لانجاز المرفق الذي يعطي عناية خاصة لدور التربية باعتبارها عامل أساسي في التغيير والتطور والبناء وهي مسائل محسومة في الاتفاقية بين الكناس والجامعة الأممية التي تبرز الظرف الذي تولدت فيه فكرة المعهد الذي ينجز بمواصفات عالية. ويتولى تخريج جيل من الكفاءات يعول عليها في مرافقة القارة السمراء في معركة التغيير والإصلاح وإرساء معالم البناء والرقي تزيل عنها صورة إفريقيا الانقلابات والبؤس والمجاعة والعيش الأبدي على المساعدات الخارجية المرفقة على الدوام بشروط تعجيزية ترهن القرار وتضع السيادة محل المساومة والابتزاز. وذكر رئيس الكناس بجدوى المعهد الذي يمنح شهادة الماستر والدكتوراه وكيف أبدت الجزائر عناية به في وقت تعيش فيه تحولات وإصلاحات على أكثر من صعيد لا سيما في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي الذي يسابق الزمن من اجل كسب رهان النوعية بعد الكمية المكتسبب ويكشف عنه عدد المتخرجين والجامعات المنجزة ومخابر البحث التي تقدر ب 670 مخبرا . ومن جهته، ذكر كونراد اوستر فالدر عميد جامعة الأممالمتحدة التي تتخذ من طوكيو مقرا لها بجدوى معهد الجزائر للبحث في التنمية البشرية بإفريقيا، الذي يعطي إضافة للمراكز ال 13 الموزعة عبر العالم، غايتها الأساسية ترقية الموارد البشرية مفتاح التطور والنمو على الإطلاق. وقال كونراد الذي عين في منصب عميد جامعة الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي من قبل بان كمون الأمين العام اللاممي، ويزور الجزائر لأول مرة للنظر في مدى تقدم الأشغال حول المعهد وبأي طريقة ينجز، أن اختيار الجزائر يحمل أكثر من دلالة ومعيار. ويكشف بالملموس موقع البلاد الجيواستراتيجي التي وضعت القارة السمراء في أولى الاستعجالات. ولم تتوقف لحظة في المرافعة عن القارة السمراء التي توجد في وضع لا تحسد عليه في مسالة الموارد البشرية وبرزت هذه المرافعة بالخصوص في الشراكة الجديدة من اجل افريقيا »نيباد«. وشدد عميد الجامعة الأممية على أن معهد الجزائر ينصب اهتمامه على المسائل الواقعية وينظر في الملفات القابلة للتجسيد بعيدا عن الانجاز من اجل الانجاز القاعدة السلبية التي لم تعد تجدي نفعا في الظرف الراهن والجامعة الأممية لا تريد من وراء المعهد إحداث منافسة وسباق مع المعاهد الأخرى، لكن إقرار التكامل والتناسق والتواصل. وأعطى أمثلة عن عدم وجود معاهد أممية للبحث في الموارد البشرية بالدول المتخلفة بالرغم من أنها المعنية الأولى والأخيرة. وقال أن السبب يعود إلى مسالة التمويل، ذلك أن الجامعة الأممية قررت منذ 35 سنة أن يقع التمويل على الدولة التي تنجز بها المرافق. ولهذا جاءت عملية انجاز المعاهد بألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة والصين وفينيزويلا. ولم ينجز سوى معهد واحد بإفريقيا في غانا تحديدا، ومعهد الجزائر يعزز الوجود الإفريقي في هذه المنشات التي يراهن عليها في أعطاء الدفع لعشرية التنمية المستديمة التي قررتها الأممالمتحدة عام ,2005 وهي مدرجة في تحديات الألفية التي تصب عموما في محاربة الفقر وتحسين ظروف الحياة وتجاوز حالة الإقصاء والتهميش المولد للعنف والاضطرابات والهزات. وأشاد الأستاذ لوك سوتو من جامعة ماستريخت بجهود الجزائر والإصلاحات الجريئة التي قررتها بغية رفع أداء العمل المؤسساتي تحضيرا لمرحلة ما بعد البترول، وتكشف عنها الشراكة بين الكناس والبنك العالمي في سبيل التوصل إلى انجاز تقارير مهنية تكون المرجع في كل ما يتعلق بالشؤون الجزائرية بعيدا عن التقارير الملفقة التي تنجزها هيئات تدعي الحياد والاستقلالية، بغرض تقديم صورة مشوهة عن البلاد وانجازاتها. وعلى نفس الدرب، سار أعضاء الكناس في تدخلاتهم مستفسرين عن طبيعة المعهد وتمويله وبرامجه، ووردت هذه التساؤلات بالخصوص على لسان عبد المجيد بوزيدي رئيس مجموعة العمل حول اقتصاد المعرفة الإستراتيجية التي تنتهجها الجزائر لكسر الاتكالية المفرطة على البرميل وما يحمله من أخطار محدقة على الإيرادات الوطنية التي يقع عليها كليا تمويل المشاريع الوطنية. ------------------------------------------------------------------------