شهدت ولاية غرداية ليلة أمس أحداث عنف مؤسفة بوسط المدينة بين سكان حيي قدماء المجاهدين والسوق القديم، وتدخلت قوات مكافحة الشغب بتعزيزات كبيرة لتطويق المكان مما انجر عنه شلل كلي في حركة المرور خاصة وأن الطريق الرئيسي لوسط المدينة يؤدي إلى عدة أحياء منها «العين» و«الشعبة» وبلغنم والقرطي. كما تدخلت فرق مكافحة الشغب ليلة الإثنين والثلاثاء لوضع حد لهذه المشادات التي وقعت بين شباب حيي السوق والمجاهدين بمدينة غرداية والتي لم تعرف أسبابها بعد. وانطلقت أعمال العنف والشغب ليلة أمس الأول بعدما استغل عدد من الشباب بمختلف الأحياء حلول الظلام للتراشق بالحجارة، في حين حول عدد منهم التراشق مع عناصر فرق مكافحة الشغب الذين أرسلوا إلى عين المكان لوقف المشادات مما اضطروا إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب، في حين قامت مصالح الشرطة بتوقيف عدد من الشباب في هذه الأحداث. وتواصل قوات مكافحة الشغب تعزيزها للمنطقة خشية اندلاع أحداث أخرى قد تتسبب في خسائر مادية وبشرية بحكم التلاصق الكبير بين الأحياء وسلسلة المحلات التي تحتوي مختلف أنواع التجارة. من جهة أخرى أثارت هذه الفوضى استياء سكان وادي ميزاب الممتد من بلدية ضاية بن ضحوة مرورا بغرداية وبنورة منتهيا بالعطف في هذه الفترة المتزامنة مع العطلة المدرسية والتي تشهد توافد السياح الذين يبحثون عن السكينة والذي يقدر عددهم بالآلاف. ودعا أئمة المساجد إلى ضبط النفس مناشدين تدخل المجتمع المدني لوقف موجة العنف متسائلين عن أسباب اندلاعها، كما فتحت مصالح الأمن الوطني تحقيقات معمقة لمعرفة الدوافع الحقيقية التي أدت إلى إشعالها.