تميّزت السهرة الاختتامية للطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة بحفل أحيته فرقة مغاربية، التي أمتعت الجمهور بباقة من الأغاني جمعت كافة المدارس الكبرى في هذا الفن العريق. تضم الفرقة التي يقودها سمير بوكريديرا هذه السنة 52 عازفا، منهم 30 من الجزائر ينتمون إلى الفرقة الوطنية للموسيقى الأندلسية و12 من المغرب يمثلون جوق محمد العربي تمسماني من تيطوان و10 من تونس يمثلون فرقة المالوف لسوسة. وبعد عرض فيديو لمدة 12 دقيقة حول اللحظات القوية للمهرجان، صعدت الفرقة المغاربية للموسيقى الأندلسية منصة قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح وسط تصفيقات الجمهور الغفير. وأدى العازفون الذين حرصوا على ارتداء الزي التقليدي لمنطقة كل واحد منهم سواء بالمغرب أو تونس أو الجزائر بمدارسها الثلاثة بالجزائر العاصمة وتلمسان وقسنطينة برنامجا موسيقيا يتضمن خمسة أجزاء. بعد مقطع موسيقي أدّاه بعض العازفين بصفة فردية تناوب كل من هنية بختي وبلال بستاني، وهما صوتين عاصميين رائعين خلال الجزء الأول من البرنامج لأداء مقاطع من نوبة المزموم لاسيما مقطع «ليلة من الصعب الرحيل» (بطايحي) و«فارقني» (انصراف) و«قم يسير لنا القطعان» (خلاص). كما أدّت الفرقة بعدها وصلة بطابع صبيان التي تتضمن مقاطع من المالوف التونسي، لاسيما المزموم والسيكا «يا حال ترى يرجعوا» و»علاش ما يكونش اليوم» بأداء التينور غالم عون، الذي أطرب الجمهور على وقع أنغام الموسيقى التونسية. وأمتعت الفنانة نسرين غنام من الفرقة الجهوية للموسيقى الأندلسية لتلمسان الجمهور بصوتها العذب، حاملة إيّاه إلى عالم الحوزي من خلال أغاني «يا قلبي توب على لريام» و«حرّمت بيك نعاسي» و«بالله يا أهل الورشان». أهدّت مدينة قسنطينة للحضور عدة أغاني من نوع المالوف، لاسيما «ما وفاشي طلبي» بوتيرة الهراوي وطابع الحوزي من خلال الأداء المتميز للفنان عباس ريغي الذي نال إعجاب الجمهور. أدّت الفرقة المغربية الجزء الأخير للحفل لاسيما مقاطع نوبة المية، لاسيما الانصراف قدام المية حول موضوع العشية، الذي نال إعجاب كل من وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الاتصال السيد عبد القادر مساهل الحاضرين خلال هذه السهرة. وتمازجت أصوات الفنانين المغاربة لمدة قاربت الساعتين لأداء مقاطع موسيقية بعنوان الحب والإيمان بالله، من خلال مقاطع بأنغام صوفية وروحانية التي استجاب لها الجمهور وتذوّق كل لحظة موسيقية من هذا الحفل.