حذّر وسطاء إثيوبيون في دولة جنوب السودان، من أن استمرار القتال سيعرقل محادثات السّلام التي بدأت أمس بين ممثلي الحكومة والمتمردين، وقد وافق الطرفان على المشاركة في محادثات السّلام، لكن القتال لم يتوقف وقد لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم منذ بدء القتال قبل أسبوعين. قال رئيس بلدية بور في دولة جنوب السودان، أمس، أن المتمردين الموالين للنائب السابق لرئيس البلاد، « مشار »، سيطروا على بور عاصمة ولاية «جونڤلي» المضطربة. وأضاف أن القوات الموالية للرئيس سلفاكير، أجرت انسحابا تكتيكيا إلى ثكنات تبعد بثلاث كيلومترات إلى الجنوب من «بور» يوم الثلاثاء بعد اندلاع قتال، وقد اعترف جيش جنوب السودان بفقدان السيطرة على المدينة. وتضغط قوى غربية وإقليمية على الجانبين لإنهاء القتال الذي أودى بحياة ألف شخص على الأقل وتسبب في خفض انتاج النفط في جنوب السودان وأثار مخاوف اندلاع حرب أهلية على أساس قبلي. وكان وزير الإعلام «مايكل ماكوري» قد صرّح يوم الاثنين أن «مشار» يريد السيطرة على «بور» حتى يكون موقعه قويا خلال محادثات السّلام التي بدأت أمس في إثيوبيا. وقال مسؤولون حكوميون أن القوات الحكومية، تشتبك مع ميليشيا «الجيش الأبيض» المنتمية إلى قبائل النوير والقوات الموالية ل»بيتر جاديت» القائد السابق للجيش الذي تمرّد أيضا على الرئيس «سلفاكير» عندما اندلع القتال في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر الماضي. وامتدت الاشتباكات سريعا وأدت إلى انقسام البلاد بين قبيلة «مشار» وقبيلة «كير» (قبيلة النوير وقبيلة الدنكا). وتقول منظمات إغاثة أن عشرات الآلاف من المدنيين في بور، عبروا نهر النيل الأبيض هربا من القتال وفرّوا إلى منطقة المستنقعات. من جهتها، كلفت حكومة الخرطوم الفريق، أول محمد أحمد مصطفى الدابي ليمثل السودان في الفريق الثلاثي لمبعوثي الهيئة الحكومية للتنمية الإفريقية (ايفاد) لإنهاء القتال بجنوب السودان، وقال الدابي أنه يتم حاليا الاتصال مع قيادة وساطة (الايفاد) بغية ترتيب المواقف قبيل المحادثات، مشيرا إلى أنهم سيسخّرون كل جهودهم من أجل تحقيق السّلام والاستقرار بين الأطراف المتقاتلة في دولة جنوب السودان. وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى جنوب السودان «دونالد بوث» أكد، أول أمس، أن طرفي النزاع في جنوب السودان، وافقا على الدخول في محادثات بإثيوبيا للتوصل إلى تسوية بينهما من شأنها وقف أعمال العنف الدائرة في البلاد.