عرض وزير الأشغال العمومية، فاروق شيعلي، إستراتيجية القطاع المستمر في تسجيل النمو الدائم وخلق الثروة والتشغيل. وهو قطاع يحمل هذا التمايز الأبدي الذي تعطيه له القاعدة الثابتة المرسخة في الميدان القائلة «إذا تحركت الأشغال العمومية والبناء تحركت معها القطاعات الأخرى وكسبت الديناميكية.» إنه قطاع يستند إليه في وضع ترتيبات الدول وتصنيفها بين المتقدمة والمتخلفة.. بين الناشئة وفي طريق النمو، ويؤخذ في الحسبان مؤشرا لاستقطاب المتعاملين والمستثمرين. ليس هناك مفاجأة القول أن أي مستمر قادم الى أي بلد يستفسر عن أحوال الطرق وشبكات الاتصالات ومواقعها قبل المرور إلى عرض المشاريع مهما كان حجمها وقيمتها. وليس باكتشاف القول ان المستثمر يرى في نقص الشبكات الطرقية وتباعدها وتدهورها واختلال توزيع الموانئ والمطارات عوامل معرقلة لحركة الرساميل وتدفقها. حالات تجعل من المتعامل يحجم عن المغامرة في انجاز مشاريع الشراكة والاستثمار. توقف الوزير شيعلي عند هذه المعادلة في ركن «ضيف الشعب» أمس، مقدما صورة دقيقة عن مسار الأشغال العمومية، انجازاتها ومكاسبها، عارضا اقتراحات الحلول لمشاكل وطوارئ مذكرا الملأ بأن ما تحقق منذ نهاية التسعينيات الى الآن مفخرة للجزائر القوية الآمنة التي أرسى معالمها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة. وذكر أن الانجازات المسجلة في الأشغال العمومية تدرج في سياق التحدي الذي رفعته البلاد في سباق ضد الساعة من أجل العودة الى أولى الصفوف الدولية، اعتمادا على الذات أولا وأخيرا متخذة من تجربة البناء نموذجا لها دون اتكالية على أحد. على هذا الأساس، كان تمويل المنشآت القاعدية من الخزينة العمومية ولم يلجأ إلى تجربة الاستدانة المرة وما تبعها من املاءات وضغوط كادت أن ترهن استقلالية القرار الوطني والسيادة. اعتمدت الجزائر على الذات في تشييد مشاريع كبرى، أنجزت في ظرف قياسي متكلة على الكفاءات الوطنية مشركة المتعاملين الأجانب المرافقين في الانجاز بتحويل التكنولوجيا والمعارف، فارضة عليهم تكوين الموارد البشرية التي يعوّل عليها في متابعة المرافق والمنشآت وصيانتها دون تركها عرضة للتسيب والانهيار وما يحمله من كلفة مضاعفة في الترميم وإصلاح الخلل. اعتمدت إستراتيجية الأشغال العمومية المدرجة في سياق المخطط التوجيهي لتهيئة الاقليم، على جملة من القواعد المتكاملة لا تقبل الانفصال ووضع الحواجز منها معالجة الاختلال في الأقاليم عبر مد الطرق والمسالك لإقامة ربط بينها وكسر العزلة على المناطق النائية لترسيخ استقرار السكان وترقية النشاط الاقتصادي والحركة الإنمائية في ابعد مداها.منها مواصلة العمل ما بعد الانجاز بصيانة المنشأة وتحسين الخدمة. كل المنجزات ممثلة في السيار (شرق غرب) الممتد على مسافة 1200 كلم بكلفة 75 مليار دولار والطريقين السريعين للهضاب والصحراوي، تخضع لهذه المعايير الثابتة باعتبارها أكبر المكاسب التي تحققت بفضل جهود الدولة التي انتفضت ضد التخلف وحطمت همجية الإرهاب طيلة أزيد من عشرية من أجل التطور واللحاق بركب الأمم الناشئة.