بن براهم: مبادىء ثابتة للحركة أكد نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الاسلامية، أن إحياء الذكرى ال 73 لاستشهاد محمد بوراس يحمل رسالة وفاء واستمرار واخلاص لمسار الجيل المؤسس للحركة الكشفية الذي يجب الوقوف أمامه وقفة عرفان وتقدير، بالنظر للمسار النضالي الذي أبانوه منذ تأسيس أول فوج كشفي مرورا بتفجير الثورة التحرير، حيث أن أغلب قادة الحركة الوطنية كانوا من خريجي الكشافة الاسلامية . وأوضح بن براهم، في منتدى الذاكرة المنظم بيومية "المجاهد" بالتنسيق مع مشعل الشهيد أن أبرز الشخصيات الوطنية كانت متشبعة بأخلاق ومبادئ الحركة الكشفية، بالإضافة إلى التكوين والخبرة والوعي الذي كان يتمتع به أفراد الكشافة ما عزز من نوعية العمليات التي كانت تقوم بها جبهة التحرير الوطني، مشيرا إلى الحاجة إلى تثبيت القيم النوفمبرية ومواصلة العطاء، لاسيما في تكوين الشباب وحماية هذه الفئة من الآفات الاجتماعية التي يتخبط فيها في إطار الالتزام الوطني بالتنسيق مع الجمعيات وتجديد العهد حتى يكون للشباب دور طلائعي في المجتمع . من جهته تطرق المؤرخ و المحامي عامر رخيلة في مداخلته إلى مساهمة الكشافة الاسلامية في الثورة التحريرية باعتبارها كانت حركة فاعلة و ذات شأن في الحركة الوطنية وتزويدها بقادة كبار مكونين ومؤطرين ما ساهم في احداث الفارق في مسار ثورة نوفمبر . وعرج رخيلة على بداية الحركة الكشفية وبداية تأسيس أول الأفواج على يد صادق فول بمليانة عام 1934 ومحمد بوراس بالجزائر العاصمة لتعمم التجربة على باقي ولايات الوطن لتعرف الساحة الجزائرية حركة كشفية مؤطرة و منظمة وبرزت عديد القيادات التي تركت بصمتها تحت رعاية الامام بن باديس . وحسب المؤرخ حظيت الكشافة الاسلامية باهتمام و عناية الحركة الوطنية التي استقطبت خلاياها الكثير من أقطابها، ولهذا عملت فرنسا على استبعاد الكثيرين و نفيهم و قتلهم على غرار محمد بوراس الذي حكمت عليه بالإعدام رميا بالرصاص بخروبة في حدود الساعة الخامسة صباحا، مرورا بمجازر 08 ماي 45. في هذا السياق قال رخيلة أن الكشافة سجلت فيها حضورا قويا وكانت عناصرها في الصفوف الأولى، فسقط فيها حامل العلم الوطني بوزيد سعال، ناهيك عن حملة الاعتقالات التي طالت الكثير من عناصرها القيادية، حيث تم إلقاء القبض على 40 عنصرا من فوج قالمة وتم إعدام 70 كشاف منهم سبعة تم وضعهم في فرن عالي الحرارة . وأكد ذات المتحدث أنه رغم الممارسات الفرنسية و العقوبات التي طالت الحركة الكشفية إلا أن استشهاد بوراس عزز البقاء على النهج وتم عقد أكبر تجمع كشفي سنة 1949 بتلمسان، وقوى عزيمة الكشافة حيث انخرطت عناصرها في صفوف الحركة الوطنية و شاركت في العمليات التحضيرية لتفجير الثورة، وجمع الاشتراكات و التبرعات لشراء الاسلحة والذخيرة، وعقد اجتماعات جبهة التحرير في مقرات الكشافة، و تم الاستعانة بهم في الاسعافات و المساعدة و خبرتهم في الانقاذ فكانت بالفعل قوة تحرر وطني. ونفس الاهتمام حظيت به الكشافة عند تأسيس الحكومة المؤقتة من خلال تكوين اللجنة الكشفية لتباشر نشاطها في اطار جبهة التحرير الوطني، بالإضافة الى تنصيب اللجنة العليا للشباب فكانت همزة وصل بين اللجنة الكشفية والقيادة السياسية. وتم في الاخير تكريم بعض الوجوه الكشفية يتقدمهم رئيس رواد العمداء رضا بسطارجي، وساسي عبد الحليم قائد فوج الفلاح للجزائر الوسطى.