تسود الأقطار العربية هذه الأيام رعود قوية جدا كرد فعل على الهمجية الإسرائيلية التي ضربت براءة غزة ولم تسع وسائل الإعلام المحلية والدولية نقل الصواعق العربية التي يظهر أنها لم تتجاوز حتى القصبات الهوائية للأفراد والشخصيات والجماعات التي تنادي المجتمع الدولي بوقف العدوان الذي اندلع في 1948 . وتخيم على الأقطار العربية وبدرجة أقل العالمية صواعق لم تأبه لها إسرائيل لأنها لا تعترف إلا بالميدان والأفعال وتعودت على ردود الفعل الشفهية والصادرة من مختلف مقرات الأممالمتحدة والجامعة العربية والتي لا تملك أي فاعلية في محكمة العدل الدولية المخولة أساسا للبث في الجرائم ضد الإنسانية وعليه فالرعود والصواعق العربية سوف لن تسقط مطر التأييد والمساندة بقدر ما سيشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها وهمجيتها. إن واقع الأمة العربية والإسلامية اليوم يبعث على التقزز والاشمئزاز من خلال الذل والهوان الذي أصابنا، فالشعوب العربية التي انحصر تفكيرها في تحصيل لقمة العيش وتحسين الأوضاع الاجتماعية متانسية الوعي القومي العربي الذي كان سائدا في سنوات الأربعينيات وامتد الى غاية نهاية السبعينات حيث كانت الشعوب العربية واحدة موحدة واليوم، اتهام حكامها بالتخاذل لا يسقط عنها مسؤولية السكوت على الواقع العربي وخاصة الشباب منه هو الذي أوصل إسرائيل للدوس على كرامتنا. إن الأمة العربية اليوم التي تستورد كل شيء بما فيها القيم تعكس جمودا فكريا وحضاريا كبيرا تتستر وراء الأنظمة للتغطية على عيوب المجتمعات التي أصبحت لا تنتج إلا التطرف والشذوذ، فالجميع استقال من المجتمع وترك المجال للقنوات الفضائية والإعلام الغربي الذي يموله الصهاينة بأموالهم من اجل تصدير نماذج يريدونها للشباب العربي وهو ما نجحوا فيه سواء من خلال الأفكار أو السلوك والمتجول اليوم في العواصم العربية لا يفرق بين ما هو موجود في أوروبا وحتى إسرائيل وهو الإشكال المطروح اليوم في مواجهة العرب مع إسرائيل. إن ما يحدث اليوم في غزة سلسلة من سلسلة الانتصارات العربية ضد إسرائيل لأن غير المسلمين الذين لم يفهموا تفضيل بعض الشعوب الموت بالرغم من قدرتهم على العيش تحت وطأة الاستعمار في رفاهية وهو ما جعل العرب المقاومين ينالون الإعجاب والاحترام في الدول غير المعنية بالقضية الفلسطينية وهو ما يعد مكسبا للقضية. وخلاصة القول أن شهداء غزة هم من قاموا بالمسيرات في حقنا وهم الذين نددوا بأوضاعنا والحصار المفروض علينا لأنهم وببساطة أحرار ونحن ......؟؟؟؟