تواصل آلة الدمار الصهيونية لليوم السابع على التوالي، اعتداءاتها الوحشية على سكان قطاع غزة العزل بدون شفقة ولا رحمة، ضاربة عرض الحائط بالنداءات والتوسلات الصادرة عن بعض الدول والاحرار ومحبي السلام في العالم من أجل وقف هذه المجزرة الرهيبة . في العالم العربي والاسلامي، لا حديث يعلو في الشارع على حديث مأساة غزة بسبب ما تعرفه من دمار شامل أتى على كل متحرك وساكن، دمار صنعته الطائرات الاسرائيلية ضد سكان غزة الذين أنهكهم المرض والجوع والعطش بسبب الحصار الذي فرضته عليهم الدولة العبرية قبل الإنقضاض عليهم كالوحش المفترس. بالأمس استغل الكثير من الأئمة خطبة صلاة الجمعة للتنديد بالعدوان الهمجي الصهيوني على ابناء غزة، والتنديد كذلك بالوضع المأساوي للعرب بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة، الذين أصبحوا صفرا على اليسار لا قيمة له في حسابات خصومهم واعدائهم، وقد سبقت دموع الكثير من الأئمة الكلمات، بعدما اجهشوا بالبكاء لهول الفاجعة في غزة.. ولم يجدوا من عزاء يقدمونه لانفسهم وللمصلين سوى تلاوة الآية الكريمة في الصلاة: »لا يكلف الله نفسا إلا وسعها«. وبالفعل قلوب مليار مسلم في العالم تحترق وتقطر دما، وعيونهم تذرف دموعا غزيرة، لكن ايديهم قصيرة جدا، لا تستطيع تقديم اي شيء لسكان غزة في الوقت الحاضر سوى الدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يمكنهم من الصمود والثبات والمقاومة مهما كلفهم ذلك من تضحيات جسام، لان التاريخ علمنا ان الحرية الحمراء تنتزع ولا تمنح بل ان ثمنها لا يقدر بأي شيئ في الكون. والحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان ان القادة الصهاينة مهما ارتكبوا من جرائم ضد الفلسطينيين ومهما اغتصبوا من اراض عربية، فهم في النهاية سيخسرون كيانهم الذي بنوه على جماجم العرب، نقول مثل هذا الكلام لان الاجيال في الوطن العربي والاسلامي سوف لن تغفر للصهاينة الجرائم التي ارتكبوها في دير ياسين وقانا وكفر قاسم وصبرا وشتيلا واليوم في غزة، والحرب سجال/ كما يقول المثل العربي / فاليوم الكيان الاسرائيلي في قمة التفوق العسكري بفضل امريكا وما تغدقه عليه الدول الاوروبية من مساعدات مادية ومعنوية والوقوف بجانبه في المحافل الدولية، لكن هذا ليس مضمونا مدى الدهر، فالعرب والمسلمون ليسوا مكتوفي الايدي ومعصوبي العيون، فبامكانهم قلب موازين القوة لصالحهم، وليس هذا بغريب على أمة تمتلك حضارة عريقة، وساهمت وما زالت تساهم، في بناء الحضارة الحديثة. وليس غريبا ابدا ان لا ينسى العرب والمسلمون الجرائم التي ارتكبتها في حقهم عصابة بني صهيون منذ 1948 الى اليوم، فالصهاينة هم المسؤولون عن زرع بذور الفتنة وانتهاج سياسة التمييز العنصري ورفض التعايش السلمي بين الشعوب وغرس الاحقاد في نفوس الاجيال الصاعدة، التي فتحت عيونها على الظلم والبطش والدمار والتهديم والتمييز العنصري.. وبهذا يمكننا القول أن هذا الكيان يحمل بذور فنائه في أحشائه بل ويحفر قبره بيده. لقد صدق من قال ان الكيان الصهيوني، كيان غريب غرسه الغرب في جسم الوطن العربي، وسيبقى غريبا، يستحيل التعامل معه، ما لم يقبل بقواعد اللعبة ويعترف بجرائمه البشعة والاكثر من ذلك يعترف انه تأسس على جماجم العرب والمسلمين يوم كانوا يعيشون تحت الاحتلال والانتداب الغربي، واذا كانت مقدمات التأسيس خاطئة فالمؤكد ان النتائج ستكون خاطئة وبهذا ستبقى لعنة التاريح تطارد بني صهيون، وستبقى الجرائم التي ارتكبوها وصمة عار في جبينهم مهما طال الزمن.. وان يوما لناظره لقريب. ------------------------------------------------------------------------