ضمان تدفق الخدمة ضروري لكسب ثقة الزبون عبرت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، زهرة دردوري، أمس، عن امتعاضها الشديد من النقائص التي مازالت تثير تذمر زبائن اتصالات الجزائر، ووعدت ببذل الجهد اللازم لتحسين الخدمة العمومية بكافة الوكالات التجارية. وكشفت دردوري عن تبلور فكرة خلق منافس جديد للمتعامل التاريخي بغية التوجه نحو نجاعة خدماتية واحترافية أكبر. يمكن توصيف «التجمع الوطني لمديري الوكلات التجارية والتقنية لاتصالات الجزائر» المنعقد أمس، بفندق الأوراسي بالعاصمة، باجتماع محاسبة الذات والمصالحة مع زبائن الشركة الوطنية عبر كامل القطر الوطني، حيث جهرت الوزارة الوصية والمديرية العامة للمتعامل بوجود نقائص لا تتطابق مع الاستثمارات الضخمة المنجزة والعناية الفائقة التي توليها السلطات العمومية. وقالت الوزيرة لدى إشرافها على اللقاء الجامع «يجب أن تتحمل اتصالات الجزائر بصفتها متعاملا عموميا تاريخيا مهمتها في الخدمة العمومية نحو جميع الفئات الاجتماعية وعبر 48 ولاية وتساهم في صيانة وتقوية الثقة بين المواطن والدولة». وأكدت أن النتائج والتحسنات الملحوظة لم تحقق الأهداف المسطرة ولا تعكس الجهود التي سخرت من طرف الدولة في إطار مخطط عمل الحكومة الذي يولي أهمية خاصة للقطاع الذي يساهم في التطور الاقتصادي والاجتماعي وكذا المستوى المعيشي للمواطنين. وشددت الوزيرة على أن مبدأ المعاملة داخل الشركة التجارية يقوم على اعتبار «الزبون ملكا» وتقبل ردود فعله وانتقاداته مهما كانت لأن الأصل في مهام المتعامل الوحيد في الهاتف الثابت تقديم أفضل الخدمات وأجودها للمواطنين. وطالبت الوزيرة بالحرص على «ضمان استمرارية تدفق الخدمة ومعاملة الزبون بطريقة محترمة، شفافة ومتساوية». وعقبت على تقرير مصور نقل شكاوى بعض المواطنين من التعقيدات والعراقيل التي يصادفونها على مستوى الوكالات التجارية لاتصالات الجزائر بالقول «إنها لا تملك أن تعبر عن تذمر عميق من الأوضاع الكامنة وراء هذه الانشغالات». وأوضحت دردوري في الندوة الصحفية، أن قيمة التجمع تكمن في النقاش وبحث الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة، مشيرة إلى «أن الدولة استثمرت كثيرا في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال ولدينا شبكة ممتازة وللأسف هناك حالة من عدم الرضا ونحن هنا لوضع حلول واقعية للمشاكل الواقعية». وسجلت الوزيرة وجود 1100 انقطاع للكابل خلال 3 أشهر، تعرض العديد منها للتخريب، كاشفة أنها أكثر الأعطاب التي تثير استياء الزبائن، وطمأنت في المقابل بمواصلة العمل لسد كافة النقائص وتقوية التطور الحاصل في الهاتف والأنترنت. ومن مقترحات تحسين أداء شركة اتصالات الجزائر، كشفت الوزيرة عن تفكير السلطات في خلق منافس جديد للمتعامل التاريخي، لوضع مناخ التنافسية الايجابية مثلما هو معمول به في كافة الدول، ولفتت إلى أنها مجرد فكرة أولية قد تنضج مستقبلا، على أن يكون للمتعامل المنافس إمكانية تسويق الهاتف الثابت والنقال. وأعلنت عن وضع نظام لتثمين وتشجيع العمال المجتهدين، وآخر يعاقب المتقاعسين قصد الرفع من الأداء المهني ومحاربة بعض الممارسات الغريبة عن القطاع مثل الرشوة. وبشأن المصادقة الإلكترونية، كشفت وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عن مصادقة الحكومة على مشروع القانون المتعلق بها، على أن يعرض في قريب الآجال على البرلمان بغرفتيه، وقالت أن المشروع يحتاج إلى وضع الوسائل اللازمة والمحتويات الشاملة وخلق مناخ الثقة، مؤكدة «أننا سنصبح مجتمعا متطورا بأتم معنى الكلمة عند تبنيه». واعتبرت الوزيرة أن الإحصائيات الصادرة عن الجمعية الدولية للتكنولوجيات الحديثة بشأن الجيل الثالث، غير موضوعية وسابقة لأوانها، وأكدت أن سلطة الضبط هي المخولة لإصدار الإحصائيات بعد مرور سنة كاملة.