السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أشكر الجميع على تلبية الدعوة للإحتفاء بهذا اليوم الذي يصادف احتفالات الجزائر بستينية ثورة التحرير المجيدة التي خصصت لها جريدة "الشعب" الغرّاء برنامجا ثريّا إبتداءً من فضاءات "ضيف الشعب" مرورا بمنتديات وملفات خاصة إلى إصدار قريب لمجلة في عدد خاص تتناول جلّ جوانب ثورة نوفمبر المظفّرة. بالأمس أبينا إلا أن ننتقل إلى إحدى أهم بوابات جنوبنا الشاسع، ألا وهي مدينة بسكرة التي ناقشنا بها مع صانعي ثورتنا موضوع تسليم وتموين الولاية السادسة التاريخية، إذ كانت أوّل خرجة لمنتدى "الشعب" بالنظر إلى التهديدات ومحاولات المساس بجنوبنا، ستتلوها بإذن الله تعالى خرجات أخرى نحو ولايات الوطن المفدّى المحاط الآن بحزام ملتهبٍ تحاول الجزائر أن تخمد نيرانَه بواسطة أساليب الحوار الراقية. أمّا اليوم ففضّلنا الإلتقاء بجيل الكشافة الإسلامية وما لهذه الكشافة من دور هام لعبته وتلعبه في تنمية روح الوطنية والمواطنة ومدى صدى تأثيرها، حيث ندرك جميعا عملها ذا الأبعاد الوطنية والجهوية والعالمية. لا نترك هذا اليوم يمرّ دون التذكير بأن الفضل يعود إلى فخامة رئيس الجمهورية الذي أقرّ ال22 من شهر أكتوبر اليوم الوطني للصحافة. ودون أن أغوص في التفاصيل التي تجدونها على صفحات عدد جريدتنا اليوم، إذ خصّصنا ملفا بسبع (7) صفحات لهذا الحدث. أتساءل: من منّا يرفض حرية الصحافة؟ لا أحد، لكن للحرية حدودها، التحلي بأخلاقيات المهنة واجبٌ على كلّ الممتهنين لأن الحرية تحمل في طيّاتها مبدأ المسؤولية ومسؤوليتنا كبيرة نحو وطننا، وبالتالي نحو كلّ الرموز التي تمثله. ومن بين هذه الرموز شخصية رئيس الجمهورية التي تتجرّأ بعض الأقلام على استعمال أساليبَ الشتم والقذف نحوها. فكيف نستطيع أن نربّي أجيالنا إن سعت أقلامنا إلى تحطيم رأس هرم الدولة؟ نعم للتفتح الإعلامي، نعم للمنافسة ولحرية الصحافة، نعم للإنتقاد وللرأي المخالف لأن الحرية المطلقة لا تُجدي بأي نفع لا على مهنتنا ولا على مجتمعنا ولا على أسس دولتنا، فلنحافظ على استقرار بلدنا وعلى كافة رموزهِ. Il faut savoir distinguer entre liberté et libertinage. أؤكد على هذا لأن للإعلام دورا هاما يضطلع به وليس من باب الصدفة أن يغتال خلال العشرية الحمراء العشرات من زملائنا رحمة الله عليهم جميعا. سلاح الصحفي قلمه وصوته وأكتفي بذكر اسمين يمثلان كافة رجال الإعلام أثناء ثورة نوفمبر المجيدة، وهما: امحمد يزيد وعيسى مسعودي رحمهما الله تعالى، والفرصة متاحة اليوم، أمامنا لنقف عند أعمال أمثالهما عن طريق ما سيقدمه لنا أساتذتنا الكرام وعلى رأسهم القائد الكشفي الكبير السيد بسطنجي وزميلي عامر رخيلة الغني عن التعريف. واسمحوا لي أن أختتم بمقولتي المفضلة والتي خصّصتُ لها إفتتاحيةَ المجلة التي سَتُصدرها جريدة "الشعب" بمناسبة ستينية الفاتح نوفمبر "لا يُخشى على شعب مرجعيته ثورة نوفمبر المجيدة". فتحية كشفية وتحية إعلامية. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. وتحية وطنية إلى كافة جنود الجيش الوطني الشعبي، حماة الوطن، وكل أفراد الشرطة والدّرك الوطني وأسلاك الأمن جمعاء. ولتحيا الجزائر شامخة مستقرة.