أكد القيادي في حركة «نداء تونس»، الأزهر العكرمي، أن مجلس نواب الشعب، الذي أفرزته انتخابات 26 نوفمبر الفارط، سوف يجتمع غدا الثلاثاء، وستخصص هذه الجلسة الافتتاحية لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه. وأضاف العكرمي أن نواب الحركة اجتمعوا منذ يومين، وقرروا تعيين رئيسا لكتلة الحركة، وهي الأكبر عددا، وتضم 86 نائبا، تليها كتل النهضة 69 نائبا، والاتحاد الوطني الحر 16 نائبا، والجبهة الشعبية 15 نائبا. وأشار العكرمي إلى أن اجتماع نواب الحركة لم يناقش الشخصية التي ستوكل لها مهمة رئاسة المجلس النيابي. كما أضاف العكرمي أن هناك أكثر من مرشح لرئاسة المجلس، وأن الحسم سيتم بناء على نتائج المفاوضات الجارية بين «نداء تونس» وبقية الأحزاب الممثلة في المجلس. وتجدر الإشارة إلى أن هناك تسريبات إعلامية أشارت إلى إمكانية إسناد رئاسة المجلس إلى أحد قيادات حزب النهضة ، وهي فرضية تبقى رهينة المفاوضات الجارية بين النهضة ونداء تونس. وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة النهضة، سمير ديلو، إن هناك لقاءات وحوارات جارية بين الحزبين، ولم يستبعد ديلو الوصول إلى اتفاق سياسي حول الحكومة القادمة ومكتب المجلس النيابي. في المقابل، أشار رئيس «نداء تونس» إلى أن مصير الحكومة القادمة رهين الحوار الوطني، الذي تشارك فيه النهضة. وكان رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، أصدر يوم 25 نوفمبر قرارا يتعلق بدعوة أعضاء مجلس نواب الشعب إلى جلسة افتتاحية غدا، عملا بأحكام القانون المؤقت للسلطة العمومية والقانون الأساسي المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات والقانون الانتخابي والقانون المتعلق بتحديد مواعيد أول انتخابات تشريعية ورئاسية بعد المصادقة على الدستور. ومن ناحية ثانية، اعتبر رئيس الوزراء التونسي، مهدي جمعة، أن تجربة تونس مهد الثورات العربية «ليست نموذجا بل أملا» للدول المتطلعة إلى الديمقراطية، وذلك في تصريح من العاصمة السنغالية دكار، حيث حضر قمة المنظمة لدولية للفرنكوفونية. وقال جمعة إنه بعد «ثورة 2011 كانت هناك نظرة رومانسية إلى حد ما جعلتنا نأمل بتسوية المشاكل، وكنا في غمرة الفرح بهذا الربيع، لكن الوقائع سبقتنا»، مؤكدا أن بلده «مازال في مرحلة انتقالية». وردا على سؤال عن إمكانية أن يكون هذا النموذج مصدر إلهام لدول أخرى في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومعظم أعضائها من الدول الإفريقية، أجاب جمعة أن «تونس لن تكون نموذجا في ما تفعله، بل ستكون أملا، لأن لكل بلد وضعه، ولكل بلد خصوصياته». وأضاف أن «رؤية العملية تحقق نتيجة بعد الصعوبات وبعد كل هذه المراحل من خيبات الأمل هي أمر مهم جدا لتونس أولا، لكنه يحمل بذور أمل لكل الدول التي لم تحدث فيها تغييرات من هذا النوع». وفي سياق آخر،» أكد جمعة أن مكافحة الجماعات الارهابية منذ 2011 حتى الآن «انتقلت من رد الفعل إلى التحرك ثم الاستباق».