يعد المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، أهم حدث ثقافي تحتضنه الجزائر كل سنة، حيث يحاول القائمون على التظاهرة أن تكون الطبعة الجديدة مميزة عن سابقاتها، وتترك صدى إيجابيا حين إسدال الستار عليها، سواء لدى الزوار، أو من العارضين لا سيما القادمين من مختلف دول العالم. وأهم ما ميّز المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال19 لسنة 2014، هو المشاركة القوية لدور نشر جزائرية وأجنبية بلغت 929 دار نشر، و حسب محافظ الصالون مسعودي حميدو فإن هذه الدورة تعتبر من أنجح الدورات، كونها رفعت حجم مشاركة دور النشر بنسبة 29 بالمائة، والتي حملت معها أكثر من 200 ألف عنوان في مختلف المعارف، أشبعت نهم القارئ المتعطش للمطالعة، فضلا عن مشاركة كوت ديفوار وجمهورية التشيك لأول مرة، كدليل على أن معرض الكتاب بات يستقطب دولا جديدة في كل طبعة، بعد الصيت الدولي الذي أصبح يحتله كواحد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم. كما أن من أهم ما ميّز هذه الطبعة هو الإقبال الكبير للزوار، الذين بلغ عددهم مليون و400 ألف زائر، وهي أعلى نسبة يحقّقها المعرض الدولي للكتاب في الجزائر، منذ تأسيسه إلى يومنا هذا، حيث أصبحت الفعالية تشكل جزءً من اهتمامات القارئ الذي توافد عليها من مختلف جهات الوطن دون استثناء. من جهة أخرى، عرف المعرض تقديم إصدارات قيّمة في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والأدبية والثقافية والتاريخية، حيث شاركت دور النشر سواء بعناوين جديدة لكبار الكتّاب من العالم أو بإعادة طبع وترجمة عناوين صدرت سابقا. أما أهم سابقة للمعرض الدولي للكتاب في دورته ال19، هو الالتفاف إلى جيل المستقبل وقارئ الغد، بتخصيص جناح بأكمله للطفل، وهي الالتفاتة الأولى من نوعها في أكبر تظاهرة ثقافية تحتضنها الجزائر، والتي تنمّ عن وعي المسؤولين بأهمية ترسيخ المطالعة لدى الطفل وتشجيعه على القراءة، وبالتالي إثراء المعرض بمختلف الإصدارات التي تحاكي وتخاطب عقله، وهو ما مميّز الصالون الذي لم يخيب آمال البراءة، وتوافد عليه بصورة قلّ مثيلها في المعارض التي تشهدها مختلف دول العالم. كما أنّ الصالون هذه السنة تزامن تنظيمه واحتفال الجزائر بالذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وهو ما عرف مشاركة مؤرخين من خارج الوطن، والذين حلوا ضيوفا على الجزائر من إيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية، وجمهورية الصين الشعبية مقدمين صدى ثورة التحرير في العالم وانعكاساتها على المعمورة، فضلا عن تكريم أسماء تاريخية، لا سيما تلك التي عُرف عنها وقوفها إلى جانب الحركات التحريرية. وبالرغم من الايجابيات التي تميّز بها المعرض الدولي للكتاب للسنة الجارية، إلا أن ما أعيب عليه هو غياب شخصيات ثقافية أجنبية تصنع الحدث في العالم، حيث اكتفى الصالون باستضافة الإعلامي المصري حمدي قنديل، وما حفظ ما وجه المعرض حضور شخصيات أدبية جزائرية، من بينهم ربيعة جلطي، أمين الزاوي، إلى جانب زهرة ظريف بيطاط، الحبيب السايح، مليكة رحال، علي هارون، واسيني الأعرج، والذين وقعوا للزوار آخر إصداراتهم.