تعرف الأوضاع الأمنية في ليبيا تدهورا متزايدا جراء الإشتباكات العنيفة اليومية الجارية بالمدن ما سبب أزمة إنسانية أضرت بالشعب الليبي في أمنه الجسماني والغذائي ما جعله يضطر للهجرة خارج البلاد بحثا عن مكان مستقر وآمن، غير أن المغامرة لم تكن مؤمنة العواقب في أغلب الأحيان. فقد دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من معسكر 17 فبراير غرب مدينة بنغازي الليبية دامت أكثر من 38 ساعة، قتل خلالها ستة جنود من الجيش، وبمنطقة النجيلة بإحدى ضواحي العاصمة طرابلس دارت أيضا معارك شديدة بين الجيش الليبي وقوات فجر ليبيا استخدم فيها الطرفان المدفعية الثقيلة. ومع ذلك، فالجيش الليبي يتقدم نحو العاصمة طرابلس التي سيطر عليها سابقا إرهابيون رغم الغارات الجوية المتبادلة بين المتحاربين وكانت ميليشيات فجر ليبيا قد نفذت أمس غارات على قاعدة جوية تابعة للجيش. هذا الوضع الأمني المتدهور أثر سلبا على الحياة العامة للمواطنين الليبيين في معيشتهم ما اضطر البعض إلى الهجرة، ولو لم تكن آمنة، كما حدث مؤخرا للباخرة التي غرقت قرب السواحل الليبية وعلى متنها قرابة 900 شخص. وقد لقي هذا الحادث ردود فعل وانتقادات لأوروبا لعدم تقديمها مساعدات لمضطرين فأعلن الإتحاد الأوروبي عزمه ضرب قوارب المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين من ليبيا وهو ما اعتبره القائد العام للجيش الليبي «خليفة حفتر » قرار غير حكيم رافضا التعاون مع أي عمل عسكري أوروبي بهذا الخصوص مؤكدا على أنه لن يحل المشكلة. في حين طالبت منظمة العفو الدولية أن تشمل جهود إنقاذ المهاجرين في المتوسط على عمليات بحث وإنقاذ بالقرب من سواحل ليبيا وتعهد الإتحاد الأوروبي بمضاعفة موازنة مهمته البحرية بالبحث عن المهاجرين وإنقاذهم بالقرب من الساحل الليبي رغم صعوبة المهمة ومخاطرها لغياب المعدات والتدريبات اللازمة لتنفيذ عمليات الإنقاذ.