عكفت عدة جمعيات خيرية ومجموعة من الشباب وعائلات بورڤلة، على تنظيم موائد رمضان لإفطار عابري السبيل والمحتاجين والفقراء، حيث شهدت معظم الطرقات الرئيسية بالولاية في الأيام الأولى لشهر الرحمة والإحسان تجنّد عدد من المتطوعين من الشباب وحتى الأطفال على حواف الطرقات، يستوقفون سائقي الشاحنات والحافلات لتقديم لهم وجبة الإفطار. ففي عاصمة الواحات، وقبل سويعات قليلة من آذان المغرب يصطف عدد من شباب الخير، وكذا بعض ممثلي الجمعيات الخيرية، وجمعيات الأحياء، وعائلات من ميسوري الحال بالطريق الوطني رقم 53 وبمحاذات مطار عين البيضاء مدخل الولاية، قصد تقديم وجبات الإفطار لسائقي المركبات في مشهد يستحق العرفان. ومن بين هذه الجمعيات المحلية التي تتسابق على فعل الخير ونيل ثواب الأجرة والمغفرة، نجد جمعية الصفاء عين البيضاء التي تقوم بتوزيع أكثر من 150 وجبة يوميا، وكذا جمعية ناس الخير بالرويسات وجمعية الأبرار الخيرية بسكرة ناهيك عن عديد العائلات والعشرات من الشباب المتطوع. وقرر هؤلاء المتطوعون عدم مشاركة لذة الإفطار مع ذويهم وترك آبائهم أو أبنائهم يفطرون لوحدهم، وفضلوا كسر الصيام مع نظرائهم المسلمين. ونفس الشيء يتكرر عبر مداخل منطقة تڤرت ونواحيها من منطقة سيدي سليمان مرورا بوسط المدينة وصولا إلى منطقة تماسين، أي على طول مسافة الطريق الوطني 53، حيث شملت عملية إفطار الصائمين عددا من محطات الوقود بالمنطقة، وبعض المساجد والمساحات العمومية التي تعج بالحركة قبل دقائق من آذان المغرب. ولم تقتصر عملية الإفطار على السائقين فقط، بل مست عابري السبيل وكذا اللاجئين السوريين والأفارقة، والعائلات المعوزة والفقيرة والشرائح التي لم تجد ما تسد به رمقهم خلال شهر الصيام، حيث يتم تقديم لهم وجبات كاملة بنوعيها الباردة والساخنة من الحليب والتمر إلى الحساء، واللحم وبعض الفواكه والمشروبات الغازية. وبالموازاة تشرفت كل من جمعية الهلال الأحمر الجزائري، وأفواج الكشافة الإسلامية على عملية إفطار الصائمين في شكل موائد رمضانية، حيث تم تخصيص عدد من المطاعم وتهيئتها لاستقبال الصائمين، وتقديم وجبات إفطار صحية، تراعى فيها شروط النظافة والسلامة، حيث تم تجند طاقم طبي على مراقبة الوجبات المقدمة للصائمين. يذكر أن المبادرة لقيت ارتياحا كبيرا وسط سكان المنطقة الذين أثنوا على أداء المتطوعين وحملاتهم في سبيل إفطار الصائمين، وهو ما سيرسم صورة حسنة عن منطقتهم، من شأنها أن تساهم في ترسيخ قيم الكرم والتطوع في أعمال الخير والتآزر والتكافل بين جميع أطياف المجتمع الورڤلي خاصة والجزائري عامة.