صدر العدد الجديد لمجلة المجلس الأعلى للغة العربية «اللغة العربية» في حلّة جديدة، تضمن عدة مقالات هامة، دبّجها أساتذة أكاديميون من مختلف جامعات الوطن، بالإضافة إلى مقالتين: أولاهما من إيران، والثانية لعز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الحالي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية سابقا، بمناسبة تكريم نجل العلامة اللغوي المعروف الأستاذ موسى الأحمدي؛ ألا وهو الدكتور مختار نويوات، أستاذ اللغة العربية بجامعة «باجي مختار» عنابة. يطالعنا فهرس العدد بمقالة عنوانها: «يراها حبّة وأراها قبّة»؛ يواصل عبرها الأستاذ نويوات تصحيح وتقويم بعض الأخطاء اللغوية التي ترتكب في حق اللغة التي قلما ينتبه إليها الكتّاب، معتبرين إياها أخطاء بسيطة، لكنها في واقع الأمر فادحة، لأن اللغة كما يقول الأستاذ نويوات «ممارسة يومية، وحسّ مرهف، وإدراك عميق لدلالة الألفاظ، ومتى قلّت الممارسة وضعف الحسّ والإدراك الصحيح زلّت القدم». أما المقالة الرئيسية للكاتب عزالدين ميهوبي المعنونة «مختار نويوات القيمة والقامة والمقام» فقد كتبها خصيصا بمناسبة تكريم الدكتور مختار نويوات في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، وذلك من طرف المجلس الأعلى للغة العربية الذي أصدر له كتابا بالمناسبة، يقول عنه عزالدين ميهوبي، «سيستفيد منه عموم المثقفين والمهتمين بشؤون اللغة العربية وما ارتبط بها» بعنوان: عن اللسان وفي البيان؛ ثم يضيف قائلا: «الكتاب عبارة عن عصارة تعامله والتزامه الدائمين مع المجلس، وحرصه الكبير في أن تظل هذه الهيئة مثابة للمنافحين عن لغة الضاد، والمدافعين عن الهوية الوطنية، والساعين إلى حماية المجتمع من الهجنة والرطانة والانفلات اللساني».. إلى أن يقول: «إن كل فكرة يتضمنها مقال أو افتتاحية للأستاذ نويوات هي عبارة عن مشروع كتاب مختزل في كلمات. فالرجل يمتلك حسّ إنتاج «العصير» الفكري؛ وتركيز الرؤية في عدد قليل من الجمل دون أن يشعرك بالملل». وهذا الاستطراد ينبغي ألا ينسينا في تناول المقالات الواردة في فهرس هذا العدد، والتي قلنا آنفا بأنها هامة شملت مختلف قضايا اللغة والفكري والأدب، من ضمنها «الحداثة والنحو العربي» للدكتور عبد الناصر بوعلي من جامعة تلمسان. «نظام الرواية بين سلطة البنية وبنية الأسلوب» للدكتور سليمان بن سمعون من جامعة غرداية. «الإعراب في نحو اللغة العربية الوظيفي» للأستاذ عاشور بن لطرش من المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة. من جهتها، تناولت مقالة الأستاذة آسيا قرين من جامعة الجزائر 2، بالنقد والتحليل لكتاب السنة الأولى متوسط عنوانها: «اللغة الوظيفية في الكتاب المدرسي»، باعتبار أن الأستاذة آسيا ترى في ملخص مقالتها أن الكتاب المدرسي يعتبر أهم العناصر الأساسية في العملية التعليمية والتعلمية، و»قوته تكمن في إحداث نقلة لغوية فصيحة لدى المتعلم من خلال ممارسة اللغة العربية المنطوقة والمكتوبة معا»، مضيفة بأن «فاعلة الكتاب تبرز من خلال إكتساب التلميذ اللغة، وممارستها في حياته اليومية، وتوظيفها حسب الحاجات والغايات والأهداف المنشودة، والمسطرة في العملية التعليمية، والتعلمية». وبما أن معاجم مصطلحات الحاسوبيات باللغة العربية مهمة في تقدم وتطور اللغة العربية لردم الفجوة الفاصلة بينها وبين بعض اللغات التي حازت السبق في هذا الميدان الحيوي، فقد أدرج هذا العدد مقالة للأستاذة مسعودة بن النوي من جامعة الجزائري ببوزريعة عرضت فيها دراسة وحصرا الموسوعات والمعاجم المتخصصة باللغة العربية في مجال الحاسوبيات، والموجهة إلى المتخصصين، ومستعملي المصطلحات في المدة الزمنية الممتدة بين 1990 2011، وذلك وفق ترتيب سنة نشرها وبحسب مؤلفيها. كما وردت في هذا العدد أيضا، مقالة مطولة أعدها ثلاثة أساتذة من جامعة أصفهان بإيران بعنوان: «الحب في شعر أعلام التفعيلة العراقيينوالإيرانيين»، عبارة عن مقارنة حول الموضوعات التي تناولها بعض الشعراء العراقيين ونظرائهم الإيرانيين، وبالتحديد بين/ السياب البياتي نازك الملائكة بلند الحيدري سعدي يوسف عن (العراق)، ونيما فرخزاد إخوان ثالث سبهري عن (إيران). ودائما في مجال الشعر؛ قام الأستاذ وهاب داودي من جامعة قالمة، بدراسة شعر الأستاذ مصطفى الغماري تحت عنوان: «النص والنص الموازي في الخطاب الشعري لمصطفى الغماري». كما تناول الدكتور عبد الجليل مرتاض، من جامعة تلمسان، موضوع اللغة السواحلية المنتشرة بإفريقيا، متتبعا المناطق المنتشرة فيها، وعلاقتها باللغة العربية عبر التاريخ. وعموما، فإن العدد 33 من هذه المجلة ضمّ إحدى عشرة (11) مقالة، وكلمة لرئيس التحرير، يقع في 280 صفحة من الحجم المتوسط، لا يمكن أن يستغني عنه القارئ. والجدير بالذكر، أن مجلة «اللغة العربية» محكمة نصف سنوية تعنى بالقضايا الثقافية والعلمية للغة العربية، صدر أول عدد لها في مارس 1999م شهر ذو الحجة 1419ه.