شرعت الجمعية الوطنية للوقاية المرورية “طريق السلامة” في التحضير لعقد جمعيتها العامة مجددة من خلال لقاء أعضائها أمس الالتزام بمضاعفة الجهود في سبيل الرفع من درجة الحذر وتنمية ثقافة الوقاية المرورية في المجتمع في ضوء الأرقام المرعبة التي تخلفها حوادث المرور كل يوم مثلما تعكسه مختلف الإحصائيات لدى مصالح الأمن والدرك الوطنيين وكذا المركز الوطني للوقاية وامن المرور. وفي كلمته سجل نائب رئيس الجمعية بن قايد علي عبد الحميد أهمية إعادة بعث نشاط الجمعية التي أطلقها محمد العزوني سنة 1996 وقطعت أشواطا معتبرة في تنصيب جمعيات محلية مثل مكتب زرالدة الذي لم يتوقف برئاسة السيدة رابحي عن القيام بمهامه تجاه المحيط المحلي من اجل كسر موجة الحوادث وإدماج السائقين والراجلين في ديناميكية الوقاية عن طريق نشر قيم الثقافة المرورية السليمة. وهو ما أكد عليه الناطق باسم الجمعية الدكتور مسعود بن حليمة منطلقا من أهمية العمل الجواري والتضحية في سبيل إرساء سلوكات حضارية عن طريق توسيع مساحة التوعية ومرافقة مستعملي الطريق على مسار تكريس احترام قانون المرور من كافة الشركاء بدءا من مدارس تعليم السياقة. وبالفعل فان حوادث المرور خاصة في الأشهر القليلة الماضية تجاوزت الخط الأحمر بعد أن بلغت الأرقام مستويات لا يمكن القفز عليها، بل تستوجب الرفع من وتيرة العمل الوقائي بإشراك كافة المتدخلين ضمن نسق هادف ومركز. وهو ما تسعى إليه طريق السلامة من خلالا التزام أعضائها بالعمل على رفع التحدي عن طريق التاج في الميدان والعمل بشكل مكثف مع كافة الجهات المتدخلة في مجال الوقاية المرورية من اجل إعادة كسر المنحى التصاعدي للحوادث والتقليص منها بشكل ملموس. وفي هذا الإطار فان الدخول الاجتماعي والمدرسي منه بالخصوص سيكون محطة لتحقيق هذا الهدف بالانتشار على الأرض والتواجد في مختلف المواقع التي تشكل نقاطا سوداء من خلال السهر على تكريس ثقافة الوقاية المرورية بالتزام كافة المتدخلين من سواق وراجلين سلوكات متمدنة تنطلق من الاحترام الإرادي لقانون المرور وقواعد السير وذلك بادراك حقيقة غائبة لدى الكثيرين بان قيادة مركبة سيارة كانت أو بالأخص شاحنة مسؤولية خطيرة تتطلب بالضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في كل لحظة والامتناع بذلك عن الإفراط في السرعة والتجاوز الخطير أو المناورة غير المحسوبة العواقب والتوقف عند استعمال الهاتف النقال، ومن جانب الراجلين السير على الأرصفة والممر الخاص بهم والامتناع عن القطع العشوائي للطريق حماية لهم وتجنبا لمأتم أصبحت كوابيس يتعامل معها جانب من وسائل الإعلام المختلفة من زاوية الأرقام والإحصائيات فقط بينما المشهد كارثي ومن ثمة يقع عليه واجب المساهمة في التوعية ونشر ثقافة مرورية سليمة دون الاستسلام للأمر الواقع. وفي هذا الإطار أكد أعضاء الجمعية إرادتهم في تجاوز كافة المعوقات من اجل المساهمة الملموسة في تصحيح المشهد المروري القاتم ليكون أفضل مما هو انطلاقا من رد الاعتبار لمفاهيم السياقة وان المركبة وسيلة ايجابية وليست نقمة مع السهر على لفت انتباه السلطات العمومية حول النقائص والنقاط السوداء من اجل تداركها خدمة للمصلحة العامة غايتهم الحد من حوادث المرور التي تفتك بعائلات بأكملها وتلحق ضررا بائنا بالاقتصاد الوطني جراء الأعطاب والضحايا الذين تخلفهم.