يظهر أن كل المؤشرات توحي بمشاركة قوية في الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في 9 أفريل المقبل فمن الحديث عن العزوف الانتخابي أصبحت التوقعات تتحدث عن مشاركة أكثر من 60 بالمائة من الشعب الجزائري. وكشفت الأيام الماضية ارتفاع وتيرة التحضيرات للاستحقاقات التي يعول عليها الشعب الجزائري لتجاوز المرحلة الحالية والانتقال الى مرحلة جديدة يميزها الازدهار والتقدم والتخلص من العقليات البالية والعقليات الهدامة والمتربصة بريع الأمة. ومن المؤشرات التي توحي بارتفاع نسبة المشاركة الجماهير الغفيرة التي حضرت إعلانات الترشح وكذا عدد التوقيعات القياسي بالمقارنة مع الانتخابات الرئاسية الماضية حيث تجاوزت 6 ملايين استمارة وهو رقم هام في انتظار ما ستسفر عنه الحملة الانتخابية من صدى لدى الرأي العام الوطني. ومن الأوراق التي يمكن الاعتماد عليها للوصول الى توقعات ايجابية هو الحضور الجماهيري الكبير لزيارات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى مختلف الولايات. وبالعودة الى السنوات الماضية يظهر أن الانجازات المحققة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد تكون حافزا مهما لدفع الشعب الجزائري الى التصويت لأن مشاريع السكن والطرقات تكون قد حسنت كثيرا من معيشة الأفراد تضاف لها تطور نسبة التزود بالطاقة سواء في الكهرباء التي وصلت الى أكثر من 97 بالمائة والغاز التي ستتجاوز ال 50 بالمائة وهي كلها معطيات وأرقام توحي بإقبال كبير على صناديق لاقتراع. ومن الملفات التي ستكون حافزا لجلب الجماهير للانتخابات خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في أرزيو والذي كشف عن عدة مزايا لصالح الفئات المحرومة وخاصة العمال الذين استبشروا خيرا بعد حديث الرئيس عن إمكانية دراسة قضية الأجور من جديد في اجتماع الثلاثية المقبل وهو ما جعل الخطاب حديث العام والخاص أمس في شوارع العاصمة حيث صنعت قضية اجتماع الثلاثية نقاشا واسعا في أوساط المجتمع والذي قد يكون دافعا قويا لزيادة الاهتمام بالانتخابات الرئاسية. كما أن الاهتمام الإعلامي الكبير بالانتخابات الرئاسية يؤكد أهمية الاستحقاق الانتخابي القادم وكذا الأفاق المنتظرة منه وسيتزايد الاهتمام الإعلامي أكثر فأكثر مع قرب الحملة الانتخابية ,ومن خلال الأصداء التي استقيناها فإن بعثات صحفية أجنبية ستحل بقوة في الجزائر لتغطية الانتخابات الرئاسية وهو ما يعكس المكانة الهامة التي تحتلها بلادنا في مختلف دول العالم. وعليه فالجزائر تكون قد اجتازت مرحلة العزوف الانتخابي ولم يبق إلا ترقية الخطاب وبرامج المترشحين الى مستوى طموحات الشعب لإرساء معالم ثقافة انتخابية وديمقراطية تكون بداية لمستقبل سياسي يتجاوز المناسبات والشعبوية .