اعتبر الأستاذ طارق رداف، أن النشاطات الإرهابية تبدو وكأنها دخلت مجال المنافسة والمزايدة (إذا صح القول)، فعملية باريس الأسبوع الماضي كانت من تنفيذ عناصر التنظيم الإرهابي”الدولة الإسلامية” في حين أن عملية احتجاز الرهائن في باماكو أمس الأول كانت من تنفيذ جماعة المرابطون والتي تتبع تنظيميا للقاعدة الإرهابية. وقال: “علينا أن نأخذ بالاعتبار العلاقة بين التنظيمين (القاعدة وداعش) واللذان فشلا في تشكيل تحالف أو على الأقل في تنسيق العمل الإرهابي بينهما، وهو ما تجسد من خلال الإعلان المتكرر برفض “الدولة الإسلامية” الإنضواء تحت لواء “القاعدة”، وتكفير أفرادها والدعوة لتصفيتهم، بالتالي فإن نظرية التقاطعات تصلح -بتحفظ- لتفسير تزامن العمليتين. أما عن عملية الأسبوع الماضي في باريس فقد أحدثت حسب الأستاذ طارق رداف ارتباكاً أمنيا في فرنسا، جعلها تركز بشكل كبير على تأمين الأراضي الفرنسية، لهذا فإن النتيجة ستكون ثغرة في الإجراءات الأمنية في مناطق أخرى، ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لفرنسا، مع ذلك فقد اعتبر الأستاذ طارق سيناريو تنسيق القاعدة والدولة الإسلامية للعمل الإرهابي مستبعد، لكنه يبقى سيناريو جد قاتم في حالة تحققه، لذلك يمكن القول أن عملية باماكو كانت هزة ارتدادية لأحداث باريس. وفي سياق أخر، وبخصوص اتفاق الجزائر قال الأستاذ رداف”لا أعتقد أن اتفاق الجزائر سيتأثر بعملية احتجاز الرهائن، قد يكون اعتقادي ناتجاً عن كون جماعة “المرابطين”، أو ما يعرف بحركة التوحيد والجهاد الإرهابية في غرب إفريقيا أو حتى بوكوحرام، ليست من الأطراف الموقعة على اتفاق الجزائر، وبالتالي فإن الحركات االشمالية بقيت بعيدة عن العمل المسلح منذ مرحلة المفاوضات مع الحكومة المركزية، لذلك لا توجد أية مبررات لإجهاض اتفاق السلم والمصالحة.كما أن الجماعات الإرهابية في شمال مالي، والتي فقدت سيطرتها على مناطق نفوذها بعد التدخل الفرنسي، لا تجمعها علاقات جيدة مع الحركات الشمالية المشار إليها سابقاً، وليست من مصلحتها إرجاع الأوضاع في الشمال إلى ما كانت عليه قبل عملية القط المتوحش، حيث سيعرضها ذلك لخسارة مناطق سيطرت عليها بعد تراجع الجماعات الإرهابية، ومع ذلك يبقى اتفاق الجزائر اتفاق سلام يحتاج إلى الكثير من ضبط النفس من طرف الحكومة المالية أو حتى الحركات الأزوادية الموقعة عليه.وفي سياق التأثيرات على اتفاق الجزائر قال: “لقد سبق وأن تورطت فرنسا في الشرق الأوسط (سوريا والعراق) وزاد تورطها منذ الأسبوع الماضي كرد فعل على هجمات تنظيم الدولة الإرهابي لذلك فهي لن تسمح بأي انزلاق في مالي قد يقسم قواتها بين منطقتي الساحل والشرق الأوسط.ويبقى التأكيد في الأخير أن اتفاق الجزائر سيكون الخيار الأفضل في ظل الوضع القائم باعتباره خيار الاستقرار الدائم في المنطقة.