تولي السّلطات المحلية بالمدية أهمية قصوى لقطاع الطرقات الذي لطالما كان هاجسا بالنسبة لأصحاب المركبات. تجسّد ذلك فعليا في الزيارات الميدانية للمسؤولين المحليّين بقصد معاينة المشاريع المتعلّقة بالأشغال العمومية على مستوى الطريق الإجتنابي الشمالي لمدينة المدية، ولرفع العراقيل التي تعترض وتيرة سير المشاريع محل الإنجاز، وبهدف تقديم المقترحات على أرض الواقع والسعي لاستغلالها في الآجال المحددة لها. هذا المسلك الإجتنابي الرابط بين منطقة دورة الشيخ بن عيسى ومخرج المدية نحو بلدية الحمدانية، سيعطي حيوية اقتصادية للمنطقة، ومن شأنه كذلك فك العزلة عليها. وفي مقابل ذلك ضرورة الجديّة في تنفيذ الأشغال واحترام الآجال، غير أنّ الوتيرة التي يسير بها خيّم عليها التأخر بسبب بروز عوائق غير مأخوذة في الحسبان أثناء دراسة المشروع، ممّا دفع للتأكيد على ضرورة التثمين بشكل جدّي ودقيق الدراسات المرتبطة بالمشروع، وهذا ببعث إجراءات تكميلية من حيث تهيئة المسالك وحمايتها من الانزلاقات، وعلى ضرورة أخذ الاحتياطات من قبل الهيئات المشرفة على المشاريع المتعلّقة بالقطاع في حالة تأخرّها على إيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن. وأشارت المعطيات المتوفّرة، إلى أنّ مشروع أشغال الطريق الاجتنابي الشمالي لمدينة المدية مجزأ على ثلاث حصص، ويمتدّ عبر مسافة 11 كلم، ويشهد حاليا تقدم أشغال التسطيح فيه بنسبة متفاوتة، حيث أنّ الحصّة الأولى متقدّمة بنسبة 40 بالمائة والحصة الثانية ب 60 بالمائة والحصة الثالثة بنسبة مائة بالمائة، بينما أكّد مدير الأشغال العمومية بأنّ هذا الطريق يهدف في الأساس إلى «فكّ الخناق عن مدينة المدية، ونحو توفير إجتنابية للمركبات الثّقيلة ممّا سيسهل ربح الوقت لمستعملي الطريق الوطني رقم 18 الرابط بالطريق الوطني رقم 01». على صعيد آخر، كشف عمار لعور مدير النقل بالمدية، أنّ مصالحه شرعت في تطبيق خطة جديدة للنقل بالولاية لتحسين الخدمة العمومية وترتكز حسبه أبعادها على المدى القصير، المتوسط والبعيد كون أن الخطوط التي تعرف نقصا أو عجزا في الوسائل ستبقى مجمّدة ماعدا التي تم المصادقة عليها في مخطط النّقل الجديد من طرف المجلس الشعب الولائي، إذ سيتم تدعيمها ب 08 مركبات، بإتاحة فرصة الاستثمار في النقل الجماعي للمسافرين عبر عملية انتقاء جدية للراغبين استغلال الخطوط وفقا لمعايير محدّدة. وأوضح مدير النقل بهذه المناسبة، أنّ اللجنة الولائية الموسعة التي أشرف عليها الأمين العام وافقت على تمديد خط السير بعاصمة الولاية نحو بلديتي اذراع سمار ووزرة، بعد أن انطلقت الدراسة بالمخطط من طرف مكتب الدراسات «بتير» في اطار نفقات المخطط الخماسي 2010 2014 لنحو أكثر من عام، بغية إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المرورية، مشيرا إلى أنّ هذا المخطّط المروري الجديد سيسمح بتعميم مواقف السيارات واقتراح تهيئة الأحياء والمناطق التي يقصدها الكثير من المواطنين كالأسواق والمدارس، إلى جانب اقتراح مفترقات للطرق، ووضع عدد كبير من معابر للراجلين أمام الأماكن التي تشهد كثافة في الحركية السكانية، مع إنجاز أنفاق وترامواي في الأفق. وأعلن هذا المسؤول التنفيذي، بأن هذا اللقاء التقني الأخير الذي حضره المدراء التنفيذيون وممثلو المجتمع المدني، مكّن أيضا من اقتراح إنجاز محطة حضرية بالمدية، وضع إشارات ضوئية مناسبة تعمل بالتوقيت، فتح طرق اجتنابية، والإلحاح على ضرورة النظر في فتح بعض المسالك أمام حركة المرور من بينها قرب المجموعة الولائية للدرك الوطني، فضلا على وجوب وضع الإشارات العمودية والتوقف بالتناوب في بعض الأحياء، معتبرا مسألة حصر بيع التذاكر بالمحطة البرية على شبابيك دون أخرى، بأن الأمر مرتبط بخارطة طريق وضعتها ادارة هذه المحطة، غير أنه أقر بالمقابل وجود شبابيك للناقلين ما بين الولايات وأخرى خاصة ما بين البلديات، كاشفا بأنه قد أعطى تعليمات صارمة إلى مدير المحطة وبالتنسيق مع المصالح الأمنية لإجبار الناقلين ما بين الولايات لدخول المحطة. وفي رده على تساؤل «الشعب» عن الحلول الممكنة لتخليص المسافرين من متاعب الحافلات المهترئة، قال مدير النقل: «سنعمل على تطبيق تعليمة الوزير شخصيا من منطلق أنه في حالة تغيير الحافلة يستحسن استغلال حافلة أحسن منها سنا»، مختتما حديثه بالتعليق على قرار الوالي بمنع أصحاب شاحنات الوزن الثقيل دخول المدينة من الساعة 06.00 صباحا إلى غاية السابعة مساء بالصائب، كون أن هذا القرار تأخرت عملية تطبيقه منذ سنوات بالنظر إلى الأخطار التي تلحق عملية سير مركبات هذا الوزن داخل المحيط الحضري.