أكّد المدير العام لبورصة الجزائر يزيد بن موهوب، أمس، بتيبازة على هامش يوم دراسي حول «دور البورصة في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة»، نظمته غرفة التجارة و الصناعة «شنوة» أنّ مصالحه تسعى جاهدة من أجل إقناع المتعامل الاقتصادي بتغيير وجهة نظره تجاه البورصة باعتبارها مصدرا هاما لتمويل الاستثمار.هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان. أشار بن موهوب بهذا الشأن إلى أنّ المتعامل الاقتصادي ببلادنا يفتقد حاليا للمعلومة التي ترى البورصة مصدرا هاما من مصادر التمويل الاستثماري ويبقى راسخا في ذهنه وجود نمطين من التمويل لا ثالث لهما. يتعلقان أساسا بالتمويل الذاتي والتمويل البنكي في حين أنّ التمويل عن طريق البورصة يعتبر حاليا مخرجا ومنفذا مهما لترقية الاستثمارات بمختلف مستوياتها. وأرجع مدير البورصة تهرب المتعاملين الاقتصاديين من التعامل مع البورصة إلى كون التمويل عن طريق البنوك ظلّ لفترات طويلة أقرب و أنجع بالنسبة إليهم من أي مصدر آخر بالنظر إلى التسهيلات التي أقرّتها السلطات العمومية. غير أنّ الوضع الاقتصادي الحالي يقتضي الاستنجاد بالبورصة لترقية الاستثمار، كما كشف بن موهوب عن دخول مؤسسة «بيوفارم» للبورصة خلال الشهر المقبل لتنضم لكل من شركة صيدال و فندق الأوراسي و أليانس للتأمينات ومشروبات الرويبة. عن شروط الالتحاق بالبورصة فقد أشار مديرها العام إلى أنّ الأمر يقتضي بأن تكون المؤسسة ذات أسهم و تفتح ما يعادل 20 بالمائة من رأسمالها مع تمكين 150 مساهما من شرائه مؤكّدا على أنّ المؤسسة تسعى لبلوغ رأسمال لا يقلّ عن 10 ملايير دولار و إدراج ما بين 40 إلى 50 شركة بها في آجال قريبة. و في سياق ذي صلة، قال رئيس لجنة مراقبة عمليات البورصة «براح عبد الحكيم» بأنّ أكبر تحدّ يواجه الجزائر حاليا يكمن في التحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد متنوع بالتوازي مع تحويل المؤسسات العائلية إلى مؤسسات ذات أسهم لغرض ضمان ديمومة سيرها، لاسيما و أن الواقع كشف بأنّ المؤسسات العائلية تزول بزوال مؤسسيها. كما أشار أيضا إلى أنّ السلطات العمومية مطالبة بتوفير مزيد من الثقة للخواص لتمكينهم من الانخراط في البورصة كاشفا عن استعداد كل من مؤسسة التأمينات «لاكار» و مؤسسة «كوسيدار» و إحدى مؤسسات الأسمنت للانخراط بالبورصة قبل نهاية السنة الحالية. من جهته اعتبر الخبير في شؤون البورصة حميدوش محمد، بأنّ تفعيل البورصة يقتضي تغيير جذريا للذهنيات و لا سبيل لذلك غير منهج التكوين الممنهج الذي يرتكز على كون المعركة المالية التي تتم على مستوى البورصة تقتضي التعامل مع عاملي المخاطرة و المردود.