نصح وزير بريطاني حكومة بلاده بالنأي بنفسها عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة إذا أرادت أن تحول دون أن يشب النشء الباكستاني على بغض بريطانيا. وتجيء تصريحات وزير التضامن الاجتماعي صادق خان بعيد عودته من مهمة لتقصي الحقائق في باكستان وبعد اعتقال 12 رجلا -عشرة منهم باكستانيون- شمال غرب إنجلترا الأسبوع الماضي بعد الاشتباه بتدبيرهم مخططا لشن عملية إرهابية. ورجحت صحيفة أوبزرفر أن تمنح الحكومة البريطانية المعتقلين مهلة للاعتراف، وهي التي ظلت تبدي حرصا على التحالف مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، غير أن صادق خان -وهو أول نائب برلماني بريطاني مسلم- شدّد على ضرورة أن تحيد بلاده عن الولاياتالمتحدة. ويأتي ذلك عقب حضوره اجتماعات في الجامعات الباكستانية إبان زيارته. وقال خان: أصغيت إلى عبارات الغضب والألم حول التحديات التي يواجهها الطلاب الذين يترعرعون في باكستان ومن بينها الغضب والإحباط من الغارات الجوية الأميركية، ووصف الوزير البريطاني مشاعر الغضب والإحباط تلك بأنها عارمة مضيفا أن أولئك الطلاب يرون أن بريطانيا مسؤولة إلى حد ما عن هذه الحالة. وأردف قائلا: هم لا يفهمون أن ذلك شأن أميركي صرف ولذلك يضعوننا جنبا إلى جانب مع الولاياتالمتحدة وهنا يكمن الخطر، وهو ما يثبت لي أننا نواجه مشكلة كبيرة. ويقترح خان -الذين ينحدر من أبوين من باكستان- أن على بريطانيا أن تفكر في التواصل مع هؤلاء الشباب الساخطين بالتشديد على الصلات الوثيقة بين البلدين، ولعل الأمر الفيصل في معركة استمالة القلوب والعقول برأي خان هو تقويض المفهوم السائد بأن الولاياتالمتحدة وبريطانيا شيء واحد تماما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ويمضي الوزير -الذي يقر بأن حربي العراق وأفغانستان حشدتا الرأي العام الإسلامي ضد بريطانيا- إلى القول إنه بسبب أشياء حدثت في 2003 لذا فالأمر يتطلب عملا شاقا وإن من الأفضل لنا أن نبيّن أن ثمة تغيرا واضحا حدث في سياسة بريطانيا الخارجية. وفي معرض تناولها لتصريحات الوزير البريطاني، ركّزت صحيفة صنداي تايمز اليمينية المحافظة على الخوض في سرد تفاصيل المخطط الذي قالت إن المعتقلين كانوا يحيكونه، ونسبت في هذا الصدد إلى ما وصفته بمخبر من تنظيم القاعدة قوله لجهاز المخابرات البريطاني الداخلي إم آي 5 إن خلايا مركبة -يتألف كل منها من 12 إرهابيا- أرسلوا العام الماضي من مناطق القبائل في باكستان للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من أماكن. وزعمت أن تلك الخلايا كانت تحت إمرة رجل من مدينة برمنغهام في بريطانيا يدعى رؤوف ويبلغ من العمر 27 عاما والذي سبق أن ارتبط اسمه بهجوم انتحاري فاشل في لندن في 21 جويلية 2005 .